البلاد – مها العواودة
أوضحت عضو مجلس إدارة هيئة التراث السعودية وأستاذة تاريخ الأزياء والمنسوجات التقليدية في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الدكتورة ليلى البسام لـ” البلاد” أن حضور الأزياء التراثية اللافت في سباق كأس السعودية تجربة ناجحة كبداية لإثارة الفضول والرغبة لدى الجمهور للبحث عن تاريخ الأزياء التقليدية السعودية والتشجيع على تواجدها والعودة إليها بقوة بالتزامن مع وجود حركة ودافع لدى المصممين لاستخدامها كمصدر للتصميم المعاصر ولكن بحذر، حيث يكون الإحياء دون المساس بالأصل بشكل يجرده من سماته. مؤكدة أن التنوع التراثي الذي كان حاضراً في كأس السعودية غطى معظم المناطق وأنواع الأزياء التقليدية بشكل جيد ومناسب. وعن غياب أزياء بعض المناطق في سباق كأس السعودية 2021 قالت: “هذه أول مرة تطرح فيها الفكرة، وسوف يكون في المستقبل استعداد مبكر للمناسبة يجعل التغطية أكثر شمولية”.
من جانبه أوضح الدكتور سلطان الصالح مستشار التراث الثقافي بالجمعية السعودية للمحافظة على التراث لـ”البلاد” أن حضور الأزياء التراثية في مناسبة دولية مثل كأس السعودية يبرهن الاهتمام الذي توليه الحكومة للفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية والموروث الشعبي المتوارث جيلاً بعد جيل، من خلال إبراز جزء من الثقافة التقليدية في المملكة. مؤكداً أن التراث الثقافي والذي تشكل الأزياء التراثية جزءًا مهماً فيه هو كائن حي يعيش ويستمد حيويته من ممارسته من قبل المجتمعات المحلية، بل ويشكل لهم رأس مالٍ ثقافي واقتصادي واجتماعي حيث أنه شاهد حي على الأصالة المتوارثة من الأجداد ويتناقله الأبناء والأحفاد، ويوفر لهم على المستوى الاقتصادي مصدر دخل نظير الإبداع الذي نقلوه من اجدادهم واستمروا في ممارسته ويورثونه كذلك لمن بعدهم.
مشيراً إلى أن المجتمعات المحلية هي الحامل الأول والأهم للتراث الثقافي حسب ما نصت عليه اتفاقية ٢٠٠٣ للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو، إلا أن المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص بمقدورهما المساهمة في عملية حفظ وصون التراث الثقافي غير المادي بشكلٍ فعال، وهو ماتعمل عليه المملكة، وأضاف” ما رأيناه في كأس السعودية يعكس الاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين بصون التراث الثقافي وإبرازه على المستوى الوطني والدولي على حد سواء، إذ أن التراث الثقافي والحفاظ عليه هو مرآة تعكس ثراء الثقافة المحلية المتوارثة وصمودها أمام مظاهر العولمة الحديثة بل ومواكبتها للاحتياجات والظروف العصرية، كما أنها من جانب آخر تبرهن أن التقدم التقني والعمراني الذي تشهده المملكة لم يمنعها من الحفاظ على تراثها الثقافي بل هي تتفاخر به أمام العالم وتبرزه على أنه مصدر الإلهام والإبداع الذي تعيشه اليوم. “