تختلط أوراق بعض المفكرين والمهاجرين العرب، والنخب السياسية، وكتاب الرأي، وتلعب الشائعة دورا رئيسا، في التشويش على أطياف المجتمع، وهذا مكمن الخطورة لتأثر المثقف العربي، بمثل الشائعات المغرضة، لاسيما بعض المحسوبين على الإعلام، وتفتح لهم القنوات الفضائية والأجنبية الأبواب المشرعة، لاستقبال أفكارهم المظللة، التي يتأثر بها بسطاء وعامة المجتمع، ويتم تسويقها ببضاعة مجزاة، لكثرة الأقاويل والشائعات، وتهيئة مناخات وأرضية لمثل تلك البؤر البغيضة، وتجد متنفسا لأعداء الأمة العربية قاطبة، والمملكة على وجه الخصوص، كعضو فاعل ومؤثر في جسد أمتها العربية، والدلائل والشواهد جديرة، بالتحدث عن نفسها، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن سياسة المملكة الإعلامية، الابتعاد عن الإطراء، لما تقوم به كواجب إنساني نحو الأشقاء، ومراعاة ظروفهم المعيشية في المجتمع العربي.
ولعل بعض الأبواق لازالت تقطر كذبا وبهتانا، وتجد متعتها في زيادة الجرعة، من الأكاذيب والافتراءات؛ كونهم اعتادوا على تذوق هذه السلوكيات، المنافية للآداب والأخلاقيات، في الإطار الحضاري المتعارف عليه، وأكاد أصاب بالغثيان، ولكم الكرامة، عندما أسمع أو أشاهد تلك التصرفات البعيدة عن الذوق العام، ومن المؤكد أن القناعة والحصانة التامة، لدى الكثير من زملاء الحرف وكتاب الرأي، باستطاعتهم وزن الأمور، ووضعها في إطارها الصحيح، ويعتبر أن ذلك الغثاء، يعود على أصحابه، بما كسبت أيديهم، إلاَّ أن بعض الأضرار تتجاوز البعد الزماني والمكاني، لاستشعار الجديد منها والمغلف بالأحقاد، وأنواع العداءات المبيتة مسبقا، لتجد آذانا صاغية، لحجم ما تلوكه الألسن المعادية، بقذائفها المسمومة نحو كيان وسمعة المملكة، وغيرها من الدول العربية التي تحترم الميثاق الإعلامي والأخلاقي، وتشكل ثقلا سياسيا، في شتى جوانب التنمية ومستقبل الأجيال العربية، وزيادة الثقة بالحكومات العربية ونخبها الثقافية والسياسية، لصيانة مقدراتها ومخزونها الفكري، والمحافظة على مقدرات أبنائها، وبلورة أفكارهم النيرة، ضد كل من يعمل على شق عصا الجماعة، وصياغة العبارات الكاذبة والباطلة، لطمس المعالم الإيجابية، يرددها عديمو الضمير، الذين أصبح شغلهم الشاغل، زرع النزعة العدائية والكراهية، والتفرقة بين أبناء المجتمع الواحد، ولو جاز لهم لكان هدفهم، زعزعة ثقة الأسرة الواحدة، وهذا هو الخطر بعينه، في المُكوِّن المجتمعي، ومن المؤكد أن علاج هذه المشكلة والقضاء عليها في مهدها، والتي لم نعاني من آثارها، بحمد الله. فأبناء المملكة على قدر من الولاء والانتماء، ولديهم القناعة المطلقة، والثقة الكبيرة في الوطن وقيادته.
ومن الطرق العلاجية إقامة مشاريع فكرية، تعد مظلة لحماية أفكار شباب الوطن العربي، تبدأ وتنتهي بطلاب كليات العلوم والاتصال، وإمكانية تنفيذ أبحاث علمية، لطلاب الدراسات العليا بالجامعات العربية، بحوارات مستمرة تُقَيِّمَهَا لجان متخصصة، من أساتذة كليات الإعلام والاتصال، تحدد الأعمال الأكثر تميزا، ويتم بعدها تكليفهم بزيارات لنفس الغرض، لعدد من الكليات بالجامعات العربية، لإقامة مؤتمرات وندوات وأوراق بحثية، يخصص لها ميزانيات معتمدة، ويتم تغطيتها من قبل الإعلام الرسمي، والقنوات الفضائية، والصحف الورقية والإلكترونية، للانتشار السريع، وتأكيد الثقة بجدارة الباحثين، ومن خلالها يتم استخلاص، أنجح الأعمال، والذهاب بهم إلى الجامعات العالمية، يدلون بأصواتهم تعبيرا، عن صدق الإعلام العربي، وبرسائله الإعلامية، وميثاق الشرف الإعلامي لمشترك.