اجتماعية مقالات الكتاب

أنا لست ملاكاً

عبارة نرددها كثيراً، ونتحايل بها على الكم الهائل من أخطائنا الشتى، التي نقع فيها؛ سواء أكان ذلك بقصد منا أم بدون قصد ، باعتبارنا بشراً ولسنا معصومين عن السقوط في هاوية الخطأ !!

وعليه، وللأسف الشديد تمادينا. نجرح بلا حدود ولا نُبالي. نظلم ونؤلم بل ونُغالي ونُكابر.. نُجادل .. نُعاقب .. نُشاجر.. نغادر قلوب المحبين.. نحترف الإساءة إلى الآخرين، نعمل جاهدين على تحطيم المشاعر ولا نهتم حتى بالمقربين.

ننسف العشرة بكلمة ، وكأن الضمائر ثملة، والحياة مجرد علكة .. تفقد مذاقها العذب حينما يستعذب البعض آلام البعض الآخر ، ويقتني القوي أسلحة الدمار الشامل للتعذيب ..وتتصدر سلوكياته العدوانية حتمية القضاء على آخر رمق في وجدان الضعيف .. باستخدام أصعب الأساليب كالعناد.. كيف لا ؟! والبعاد سر من أسرار العناء.. والتوازن يفقد السيطرة على البقاء .. فتضييق الخناق على الأشواق منشط طبيعي لهدم الذات !.

بصمت، تشتم أفعالنا أحاسيس من يحبوننا.. ومشاعر غل ..تخترق قراراتنا أجساد من يكرهوننا ..فلا اعتراف بالقيم ، ولا تبنٍ للمبادئ والحكم ، وليس للتسامح طريق إلى القلوب ، ويعد الاعتذار إهانة تلتصق بالمغلوب ، فالنظرة الاستعلائية والاتجاهات التعصبية وبعض السلوكيات العنصرية أنسجة تمثل الثقافة الشخصية التي تُشكل السلوك الإنساني حيث الاعتقاد النفسي والتفاعل النسبي مع المعطيات والارتباط المنطقي بالمؤثرات والتشابك الواقعي بالمواقف والأحداث .

كل أولئك الذين لا يتمتعون بكبح جماح الغضب وضبط النفس ولا ينتمون إلى البيولوجية الإنسانية يرتكبون الأخطاء في حق الغير ويصرون على الانتقام وخلق أجواء من القلق والتوتر وعدم التكيف والانسجام حيث الإصرار على استمرارية الخطأ وتجنب الاعتذار حتى لا يمس الكرامة شيء من العتب .. وفي كثيرٍ من الأحيان تشاهدهم يتمتعون بتصفية الحسابات دون أرق .. فلا احترام ولا تقدير ولا حنين إلى صحوة الضمير ..وإذا أردت مواجهة أحدهم بالحقائق وطرحت عليه بعض الأسئلة التي تُثير المخاوف يُجيبك : أنا لست ملاكاً حتى أتعامل بمثالية مطلقة .. أنا إنسان !!

بالرغم أن الله كرم الإنسان على سائر المخلوقات، وتوج ديننا الحنيف تعاملاته بكل رُقي .. وماذا إذن ؟؟ يا من تؤكد أنك إنسان . أين موقع علاقاتك الإنسانية من الإعراب لديك في جملة تصرفاتك التي قسوت بها على من حولك ؟؟ نترك المكنونات النفسية الصريحة تقرأ ملامح الأعماق في نطاق العيش بالواقع المحسوس.

خاتمة:
إن الاتصال في العلاقات الإنسانية يتشابه بالتنفس للإنسان ، كلاهما يهدف إلى استمرار الحياة ( فرجينيا ساتير).
tsfhsa@yahoo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *