ان الفراغ هو الحيز الخالي من أية مادة، ماذا لو هذا هو حالنا؟، اذا كنا نحن المادة ولم نشغل حيزاً فهذا يعني اننا في فراغ، وفراغنا يعني عدم ارتباطنا وحريتنا في هذا الوقت ولكن ماذا لو لم نشغل حيزاً ! ماذا لو امتلأت حياتنا بفرص أوقات الفراغ ولم نحسن استخدامها وذهبت منا في مهب الريح، إن التحرر من المسؤوليات أمر ثمين خاصة بعد اداء المهام المطلوبة منا، واذا استغللنا الفراغ بدقة ينعكس ذلك على حالتنا النفسية والمزاجية وتزيد ثقتنا بذواتنا .. لأننا بتقنين وقت الفراغ نجدد طاقتنا الابداعية ونصقل مهاراتنا بقوة وإرادة.
ان الالتزام من أهم عادات الناجحين و ثمرة الوعي و الادراك لأننا بالتزامنا و إدراكنا لأهمية الفراغ نمنح انفسنا موردا نستزيد منه و يصب لصالح تطوير آفاقنا و تطلعاتنا المستقبلية . و اذا كنا ننظر الى وقت الفراغ بأنه وقت للتسلية و المرح لا بأس و لكن فليكن الوقت الذي نتسلى به هو مكافأتنا لذاتنا لأننا بفاعليتنا و انتاجيتنا حققنا الاستغلال المطور لنا.
ان الحصول على اوقات الفراغ أمر في غاية الأهمية واذا لم نستغل هذا الوقت دون الاهتمام بجوانب الحياة و المهام غير المنجزة و عدم تحقيق مطالب الذات سنصاب بالاحباط و الانزعاج و قد يتغير سلوكنا مع مرور الوقت فنصبح سيئي المزاج و محبطين و سلبيين على الدوام.
كذلك اوقات الفراغ مهمة جداً في حياة اطفالنا أمل الغد، و هذه مسؤولية تقع على عاتقنا اذ انه علينا ان نقنن اوقاتهم لهم حتى لا يشعروا بالملل فيجب ان نعلمهم ان كل اوقاتهم مهمة و نضع لهم الخطط و نسمح لهم بوضع المهام بأنفسهم و التي تجعلهم مسؤولين عن اختياراتهم و مساعدتهم في استغلال اوقاتهم في ممارسة هواياتهم و تعليمهم العلوم المفيدة وتدريبهم في جوانب الحياة حسب اعمارهم و استغلال طاقتهم النشطة و تفريغها فيما يطورهم فلا ندعهم يستخدمون الاجهزة الالكترونية مثلا فقط لنضمن هدوءهم، وقد يهدأون بتركيزهم و لكن قد يقتل هذا ابداعهم و لذلك انقاذهم من الفراغ مسؤليتنا و واجبنا و حق من حقوقهم علينا.
ان الفراغ غير المُستغل يسحبنا الى العشوائية فنجد اننا متخبطون في كل شيء لا نشعر بقيمة الحياة و لذتها وتزداد ميولنا نحو العزلة وربما نصاب بفراغ الروح، لا فرح يُثيرنا و لا حزن يبكينا و ذلك لان السعادة التامة في تحقيق الذات من خلال الطموح والعمل وعدم الاستسلام والتنظيم الدقيق لأوقاتنا يحقق لنا الانضباط وزيادة الانتاج والرضا عن الذات.