حاورته – مها العواودة
اكاديمي واعلامي وعضو مجلس شوري، محطات عديدة في حياة الدكتور فهد الطياش توقف امامها طويلا عند بعضها خلال حوار “البلاد” معه ولم يكن – إلا كعادته – صريحا شفافا لم يتحفظ على سؤال ولم يبد ضيقا من علامة استفهام وان طالت رأيا له او تقاطعت مع رؤية يحملها او شكلت اختلافا مع أمر يقطع به. الدكتور الطياش في حديث الذكريات من محطة البدايات وحتى المحطة الأحدث كان سعيدا بالثقة الملكية باختياره عضوا بالشورى مؤكدا ان نوافذه ستظل مفتوحة وانه سيظل مشغولا بالإعلام الوطني .. وكان منصفا حين أكد ان مشروعات الرؤية اسرع من كل المؤسسات وليس الإعلام وحده .. وكان متصالحا مع ذاته حين اعترف بإخفاقاته وان ابدى اعتزازا لا محدودا بالطياش الأكاديمي.. وها هي التفاصيل:
•• بداية مشروعات الرؤية تتحقق بوتيرة ربما اسرع مما خطط لها .. فهد الطياش الاعلامي واستاذ الإعلام.. هل ترى ان اعلامنا اليوم يواكب هذا الإنجاز وبنفس السرعة ؟
•عندما يكمن الجواب في قلب السؤال نتوقع أن تكون الإجابة مستوحاة منه ولكن الوضع هنا مختلف تماما. فالدولة السعودية منذ التأسيس وهي تسابق الزمن من أجل لحاق المملكة بعجلة النهضة والتنمية. ويمكن الاستدلال على ذلك من كلمات الملوك (رحمهم الله) منذ عهد المؤسس الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله. وفي هذا العهد نجد أن عجلة التنمية اسرع ورؤية المملكة 2030 والتي يقودها باقتدار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أوضح وفي اعتقادي أسرع من وتيرة الإعلام. فالإعلام بكل منصاته يسعى لتغطية المشاريع دون الجرأة والمهنية في الخوض الإعلامي المتعدد في أعماق الخطط والتفاصيل. وأقصد هنا الخوض في الإنتاج التوثيقي والاستشرافي, كما أنها ليست بأسرع من المؤسسة الإعلامية فقط بل والمؤسسة التعليمية والبحثية في الجامعات والقطاع الخاص والبلديات وغيرها من المؤسسات. الأمير محمد بن سلمان وضع مؤسسات الدولة على سكة قطار سريع وعلى كل مؤسسة تصنيع عربة خاصة للحاق بقطار الرؤية السريع أو أن البقاء في محطة التاريخ. وهذه الرؤية المقرونة بالحزم في مكافحة الفساد جعلت بعض الأصوات في الإعلام العربي الذي يعاني من الفساد والتأخر في المشاريع التنموية يصرخون ويطالبون بعبارة: “بدنا محمد بن سلمان”. ونحن نقول “الحمد لله على قيادة الملك سلمان ورؤية الامير محمد بن سلمان”.
بيئة صناعة إعلامية
•• في نظرك ماذا ينقص المنظومة الإعلامية لكي تكون قادرة على ذلك ؟
• المنظومة الإعلامية الناجحة هي التي تستطيع صناعة وادارة المحتوى الإعلامي الجيد, وهذا يعني أن عليها أن تبقي شعلة الوهج متقدة على مدار الساعة, وهذا مستحيل في بيئة طاردة للإبداع ومسكونة بالشللية وتعاني في بعض مفاصلها من ضعف المهنية . فالإعلام على سبيل المثال يصنع النجوم وعندنا نحتفي بنجوم الهامش أو نتاج صناعة النجوم الإقليمية وتقزيم المحلية, وعندما يصل النجم المحلي الى مرحلة التقاعد أو يدخل المستشفى تبرز لدينا نخوة الوفاء وكنا قبل ذلك نقذفه بحجارة الفشل. هذا ليس رأيي الشخصي وإنما هو مرارة البوح التي كنت اسمعها ولا أزال من نجوم الإعلام السعودي الذين انتهى بهم التاريخ باعة في الأسواق الشعبية . ولو أخذنا فقط برامج المسابقات التثقيفية والترفيهية سنكتشف العلة في تهميش المبدعين واستقطاب بعض التافهين كما نراه أمامنا اليوم .
باختصار شديد المنظومة الإعلامية تحتاج التحول الى بيئة صناعة إعلامية وليس بيئة توظيف لمن يقدم لنا الانتاج وفق قاعدة “على قد فلوسكم” وإنما على قاعدة” تبقى في وظيفتك على قدر جماهيريتك”.
المضحك المبكي في جامعاتنا
•• هناك دعوة للجامعات لكي تعيد النظر في جودة وجدوى مخرجاتها لكي تنتج خريجا مؤهلا لشغل وظائف مشروعات الرؤية والمواءمة بين مناهجها وسوق العمل والتنمية .. اين تقف من هذه الدعوة؟
• من المضحك المبكي أن بعض الجامعات تحرص عند التأسيس على تضمين خططها الدراسية مقررات تتعلق بالتخطيط واستشراف المستقبل وبعدها تتوقف عندها عجلة التحديث. وعندما تريد الأقسام العلمية تحديث خططها أو تطوير تخصصاتها الفرعية لمواكبة متطلبات سوق العمل وخطط التنمية والأخذ بمستجدات الثورة الرقمية نجد أن تلك الأقسام تصطدم ببيروقراطية داخل الجامعة تميت الفكرة وتقتل الطموح. ولعل أقسام العلوم الإنسانية أبرز مثال في الجامعات السعودية والعربية والتي لا تزال الجامعات تنظر لها بعقلية الزمن القديم كأقسام لا تحتاج أكثر من سبورة وطباشير في التعليم وتم التطوير بجهاز عرض وشاشة في الزمن الرقمي وانتهى الامر. بينما واقع تلك الأقسام عالميا هناك تحول جذري في تقدمها وتطور خططها. فأقسام الإعلام في دول العالم الغربي مثلا تسابق الزمن بتأسيس مختبرات تطبيقية لمستجدات الثورة الاتصالية وتأثيراتها ونحن الى الآن لم نتمكن من تأسيس أو تفعيل مختبرات الإعلام التقليدي. ولكن نأمل خيرا في طموحات الرؤية ومتطلبات الاعتماد الأكاديمي ونظام الجامعات الجديد أن يحقق نقلة نوعية في الجامعات السعودية وتحديدا في أقسام العلوم الإنسانية والتي تعنى بدراسة مجتمعات تتعرض للتفكك الرقمي.
جدل بلا نتيجة
•• فسرتم الفجوة بين كليات الإعلام والمجتمع الإعلامي بأنها نتاج زواج فاشل بسبب عدم تكافؤ النسب .. وفي معرض ذلك قلتم انه في ظل التسامح الأكاديمي او التجاري اصبحت هناك هجرة من أهل المهنة الى رحاب الجامعات لقطف الشهادات عبر بوابة التعليم الموازي .. لكن هناك رؤية تكتسب وجاهتها من الواقع تؤكد ان المهني الحاصل على قدر من التأهيل الأكاديمي ايا كانت بواباته اكثر جدوى في الجامعة او الإعلام لأنه يجمع بين التأهيل المهني والاكاديمي.
• عندما شبهت الفجوة بين كليات الإعلام والمجتمع الإعلامي بأنها نتاج زواج فاشل بسبب عدم تكافؤ النسب كنت أشير الى صراع أزلي دفعت ثمنه أقسام الإعلام الأكاديمية والمؤسسات الإعلامية وخاصة الصحفية. وملخص الصراع اتهام مهني للجامعات بالتنظير واتهام للمؤسسات بتدوير الخبرات. فالمتابع للجدل الدائر حول وضع المؤسسات الصحفية والذي قاده وزير الإعلام الأسبق وضيف هذه الصفحة الدكتور عبدالعزيز خوجه واستثار الكثيرين وانتهى المطاف الى نقاش لم نخرج منه بنتيجة. والسبب أن هذا الموضوع يفترض أن يكون جسر التعاون بين المؤسسة الأكاديمية التي تقوم بالدراسات العلمية لتحليل الراهن واستشراف المستقبل والمؤسسات الاعلامية المستفيدة من هذه الدراسات. ولكن لم تؤمن هذه المؤسسات يوما بها ولذا لا يوجد لديها ادارات للدراسات والتخطيط الإستراتيجي. وفي هذا السياق ازعم أن الكثير من المؤسسات الإعلامية والأكاديمية السعودية لم تتنبه مبكرا الى التحول في ” ايكولوجيا الإعلام” ونعني هنا بالتغيرات الرقمية التي غيرت بيئة الإعلام . ودراسات ايكولوجيا الإعلام تساعد المؤسسات على تعلم فنون البقاء والنجاة الاقتصادية في بيئة رقمية. وقد طبقت هذا النوع من الدراسات عند اشرافي على طالب ماجستير باقتراح رسالة تعنى بالتحولات الرقمية في بيئة الصحافة الخليجية وقدرتها على البقاء والاستمرار في عالم رقمي. وهي رسالة مودعة بمكتبة جامعة الملك سعود ومكتبة الملك فهد الوطنية لمن اراد التعرف أكثر على الاستشراف المستقبلي للمؤسسات الإعلامية.
عش الدبابير
•• فهد الطياش في جامعة الملك سعود جمع بين استاذ الإعلام التطبيقي المشارك والمشرف على ادارة وتحرير صحيفة ” رسالة الجامعة ” والمشرف على الإعلام التربوي ورئيس برنامج الشراكة المجتمعية .. ماذا قدمتم في كل ذلك؟
• سؤال ينكأ جرح التميز ويدفع نحو الإصرار لأن المقارنة هنا في ميادين مختلفة. ولكن أستطيع القول إن هناك محطات نجاح ومحطات إحباط وليس فشلا. ففي الجامعة نفخر كأعضاء هيئة تدريس بأن أهم إنجاز يحققه الأستاذ يتمثل في التميز العلمي للطلاب والطالبات. وفي هذا الميدان أستطيع أن أقول قصائد غزل في نجاحات تحققت للعديد من طلابي وطالباتي الذين يتبوأون مواقع قيادية في الميادين الإعلامية حيث اشاهدهم على الشاشة وأقرأ لهم وأتابع منجزاتهم العلمية والمهنية. ولعلي هنا اقول على سبيل المثال لا الحصر أنني استطعت القيام بتجارب علمية مع طالبات كفيفات في ميدان الإعلام البصري بين المكفوفين مع بعضهم ومع المبصرين اتصاليا وبناء منظومة مهنية. ولكن ألم محطة الفشل مؤسسي الذي لا يزال يدفعني نحو التفكير المستقبلي فيه ويتمثل في خلل تنظيمي أدى الى قتل فكرة تأسيسي لمختبر الرياض الإعلامي أثناء اشرافي المؤقت على كرسي جريدة الرياض البحثي بالجامعة. ولكن عملنا على تعزيز دور الصحافة الجامعية بالجامعات السعودية. أما تجربتي بوزارة التعليم فقد كانت تجربة قصيرة لم تتجاوز العام. وبالرغم من قصر التجربة إلا أنني أستطيع القول إن هناك نقلة مهنية تمت وشاركت فيها مع زملاء أفاضل نجحنا في طرح مشروع قياس رأي الميدان التربوي والذي تطابق وتحول الى مشروع لقياس الرأي العام الوطني بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وكذلك الانطلاقة المبكرة لبرامج مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم ومنها برامج الشراكة المجتمعية. ولكن بالمجمل عندما قلت عن تجربتي هذه “أنج سعد فقد هلك سعيد” فهي عبارة تلخص الفشل المؤسسي عند استقطاب الكفاءات وعدم تمكينها في تحقيق المشاريع الطموحة. ولا يخرج هذا عن تجربة الفشل عند الدخول في أي عش للدبابير.
الجمهور أعرف بمصلحته
•• حذرتم من اختطاف وسائل الإعلام التقليدية من قبل وسائل الإعلام الرقمي وتخوفتم من ان الإعلامي التقليدي بات يستقي معلوماته من غرف الدردشة ورسائل الجوال .. ما الضير في ذلك وهى مجرد تجديد لاحاديث المجالس، ومضابط سكرتارية الادارات اغزر مصادر المعلومات في الماضي .. وتظل كل هذه الوسائل ادوات الإعلامي للتعرف على نبض وهواجس المجتمع ؟
• عندما يبحث الصحفي عن المصدر المعلوماتي الغزير فهذا لا يعني قيامه بالغرف من مصدر رقمي بالقص واللصق. فالمصدر الرقمي أسرع في الوصول للجمهور من أية وسيلة إعلامية تقليدية والجمهور أعرف بمصلحته ووقته وماله. ولذا كان تخوفي من الفشل الذي نراه على شكل موت بطيء لوسائل إعلامنا التقليدية وخاصة الورقية منها الى درجة أن بائع البقالة يرفض قبول استاند الورق الذي يضيق المكان ولا يلقى القبول والإقبال. طرد بيئي لوسائل الإعلام التقليدية وهجرة رقمية من الجمهور وإعلامنا التقليدي يتفرج دون تجريب و تعاون مع اساتذة و شباب الجامعات على خوض تجارب علمية رقمية لانعاش وسائل إعلام قبل أن يقوم السوق بفصل أجهزة التنفس الصناعي عنها فتموت سريريا كما ماتت مهنيا. هذا هو التخوف وعندما تطرحه يأتيك من يتهكم بأن هذا “تنظير إعلامي ” وينسى أن الإعلام بمجمله التقليدي والرقمي هو نتاج لنظريات المجتمع الجماهيري، والرقمي هو نتاج نظريات المجتمع المعلوماتي. والتنظير المعلوماتي الياباني الذي طرحه يانيجي ماسودا في 1971م وأخذت به الولايات المتحدة بالتزامن مع اليابان نجد انعكاساته في واقع التميز للدولتين الآن. وكان لب التنظير الامريكي في الاعلام الصناعي مع دانيال ليرنر والرقمي الياباني مع ماسودا هي الدعوة لدول العالم النامي للحاق بسباق التطور والذي لحقنا به متأخرا. ولكن مع رؤية ولي العهد محمد بن سلمان اصبحت الرؤية تنطلق محليا وليست مستوردة من الخارج. ولم يعد هناك مكان للمحاربين للتقدم بحجة أن هذا من التنظير.
المغرد والمبالغة في الإثارة
•• في المقابل ألا ترى أن الإعلام والاعلامي الجديد يفتقد للمصداقية والتوثيق ويعتمد على الشائعات؟
• شكرا لك على ملامسة بعض أركان النجاح في المؤسسة الإعلامية مقارنة بطفرة المغردين بالأخبار. نعم المصداقية والموثوقية والمسؤولية والمهنية ضمن جملة من أركان نجاح المؤسسة الإعلامية, ولكنها دفنت تحت ركام البطء الذي لا يتماشى مع وسائل العصر. فعندما نبني البيوت نخصص مكانا للتليفزيون كوسيلة عائلية والآن لم يعد ذلك مهما حيث اصبحت جميع الوسائل في الجيب أو على المعصم. فالسرعة هي المفتاح . فعندما تقترن مع عناصر النجاح السابقة لن يلجأ الجمهور لمغرد يظن أنه يسبق المؤسسة الإعلامية بسبب المبالغة في توظيف عناصر الإثارة. فالجمهور الشعبي يفرق منذ القدم ما بين من “لديه طرف علم” وبين “من يجيب العلم” ولا يختلف الأمر مع الجمهور الرقمي والمتعلم المهم من”يجيب العلم الأكيد” تأسيسا على قصة هدهد النبي سليمان. وهذا يذكرني بحرص الأمير أحمد بن سلمان مؤسس المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق والناشر لجريدة الشرق الأوسط وشقيقاتها عندما سمى حصانه العالمي بـ “جاك العلم”.
“يا كثر الرجاجيل”
•• وصفتم الاقلام الصحفية النسائية بأنها سحابة صيف وطيور مهاجرة تمر على اجوائنا الصحراوية ولا تستوطنها .. أليس في ذلك تعميما مخلا في عصر تمكين المرأة ؟
• اقرأ سؤالك وأصدقك وأسمع تبريرك واستعجب. نعم قلت إن الأقلام النسائية مثل الطيور المهاجرة لا تستوطن مؤسساتنا الإعلامية أما وصف ذلك بـ”سحابة صيف” فهو اجتهاد إثارة من المحرر ولقي القبول من بعض الجمهور. وهنا يأتي شرح العبارة أن الأقسام النسائية في بعض المؤسسات الصحفية لم تخدم الأقلام النسائية ومتابعتها مقارنة بصفحات الرأي والثقافة. كما أن المؤسسات الإعلامية السعودية الى يومنا هذا أقل استقطابا وتمكينا للمتميزات إعلاميا. وفي سياق هجرة الأقلام نجدها حتى من الأقلام الرجالية بسبب قلم الرقيب او خوف الصحيفة من خسارة اعلان بسبب جسارة الطرح. ولكن عندما تهاجر الأقلام النسائية تنكشف الأقلام الرجالية بسبب كثرتها فتصبح صفحات رأي ذكورية كما يقول الممثل الكويتي الراحل عبدالحسين عبدالرضا “الله ياكثر الرجاجيل عندنا!”.
مقالات تصدر المجالس
•• أيهما اقرب للواقع بالنسبة لمقالات الرأي .. صناعة رأي عام ام “حكي مجالس”؟
• يحكى أن شابا في إحدى القرى نشأ يتيما ولم يكن له مصدر معرفي يستقي منه علوم مجتمعه ليدخل مجالس القوم فكان مكانه هامشيا في أطراف المجلس. فهو لا يشارك لأنه لا يملك رأيا يقوله . فقرر الهجرة من قريته ليبحث عن علوم يحكي بها في المجالس. وعاد ليحكي لهم ما لا يعرفون فتصدر المجلس. وهذا ما قلته عندما لا تملك رأيا فيمكنك شراء رأي الكتاب الصحفيين بريالين فتتصدر برأيهم المجالس. فظن البعض أنني أتهكم ولكنه الواقع فالصحيفة تبيع للقراء رأي كتاب مشهورين ولامعين بريالين حتى يستطيع البعض التموضع في صدر استراحة فيحلل السياسة الدولية من قراءة جملة من المقالات. والقارئ لم يعد بحاجة لهجرة لشراء علوم الحكي في الاستراحات والمجالس لأنها اصبحت في الجيب مع العم جوجل. ولكن تظل مقالات الرأي بلا شك صناعة رأي عام مباشر وغير مباشر عندما يتبناها أشخاص لهم وزن ومصداقية.
نوافذي لا تزال مفتوحة
•• وكيف تقيم تجربتك الإعلامية… وهل لا زالت “نوافذك مفتوحة” وانت في مجلس الشورى؟
• تجربتي الإعلامية تجربة فريدة تجمع بين الميدان الأكاديمي والمهني. ففي الجانب الأكاديمي تتلمذت على أيدي كبار أساتذة وخبراء الإعلام مثل كروان الإذاعة المصرية محمد فتحي وبابا شارو وحسن رجب وعبدالرحمن الشبيلي وهيربرت زتل وأرثر بيرقر. وقدمت نماذج علمية أقلها نموذج التطور في الإعلام العرقي. وعلى المستوى المهني عملت مع أسماء لامعة. وعلى المستوى المؤسسي شاركت في صناعة الكثير من الاستراتيجيات الاتصالية والاشراف على المؤسسات الإعلامية وشاركت في إطلاق نماذج ريادية في المؤسسات الإعلامية. وعملت في التصوير السينمائي والانتاج التليفزيوني وكتابة السيناريو والتحرير الصحفي وادارة المؤسسات الإعلامية. وسؤالك هل نوافذي الإعلامية لا تزال مفتوحة”؟ نعم وها أنا اليوم أسعد بالثقة الملكية بترشيحي عضوا بمجلس الشورى وفي ميدان مهم من ميادين خدمة الوطن.
الإعلام الوطني
•• ماذا في جعبة فهد الطياش عضو مجلس الشورى ؟
•ميدان الإعلام ميدان متجدد وأنا من القلائل الذين حالفهم الحظ في تجربة علمية ومهنية بين الرياض وجدة وسان فرانسيسكو وديترويت ولندن تعلمت منها أن رحلة التعلم لا تقف عند حدود المكان والزمان وعمر الإنسان, بل هي كما اشرت في سؤال سابق نوافذ معرفة وفرص متلاحقة إن فتحنا النوافذ تدفقت الفرص وإن أغلقناها لم نلحق بصناعة لا تعرف ولا تعترف إلا بالتميز والتجديد. وهذا هو التحدي الذي لا يفوز فيه المرء بمفرده وإنما ضمن فريق متكاتف تتلاحق فيه الأفكار وتتضافر الجهود والاعتراف قبل كل شيء أن الساحة الإعلامية تتسع لنجاح الجميع. ولذا أفرح كثيرا عندما يحقق أحد طلابي النجاح لانضمام عنصر جديد لفريق النجاح الإعلامي الوطني. وهذه التجارب تقود بلا شك الى التفكير في صناعة الإعلام على المستوى الوطني وليس الأكاديمي والمؤسسي فقط.