بيروت – البلاد
اعتبرت البعثات الدبلوماسية في لبنان، اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم “عملا همجيا” لا يمكن التغاضي عنه، بل يجب محاسبة منفذيه، بينما طالب لبنانيون أمس (الخميس) عقب تشييع سليم، بتحقيق دولي شفاف لمعاقبة الجناة، خاصة وأن أصابع الاتهام تشير إلى تورط “حزب الله” في العملية الإجرامية.
وطالبت والدة لقمان سليم، سلمى مرشاق، الشباب اللبناني بالاستمرار في المبادئ التي ناضل من أجلها ابنها. وقالت: “الحمل ثقيل عليكم، فكروا واقبلوا فكرة الحوار ولا تستعملوا إلا هذا المنطق، السلاح لا يفيدنا فقد أضاع ابني، تحاوروا إذا أردتم خلق وطن يستحقه لقمان”. من جهتها، قالت سفيرة واشنطن في بيروت، دوروثي شيا، إن قتل الناشط اللبناني لقمان سليم “كان عملًا همجيًا لا يمكن غفرانه أو قبوله”، مضيفة أن سليم كان رجلًا عظيمًا، والجرم بربري لا يُسامح ولا ينسى، وتابعت “سوف ندفع باتجاه المحاسبة والمطالبة بالعدالة وحمل إرث لقمان سليم”.
وطالب السفير الألماني، أندرياس كيندل، والسفيرة السويسرية، مونيكا شموتز، بتحقيق شفاف في القضية. وقتل سليم الخميس الماضي، بعد إصابته بست رصاصات في طريق زراعي مهجور جنوب البلاد، بعد أن أنهى زيارة لبعض أصدقائه هناك، وكان من المقرر أن يعود إلى بيروت ليل الأربعاء، إلا أنه اختفى لساعات، ما دفع عائلته إلى إبلاغ السلطات الأمنية بذلك. يشار إلى أنه في ديسمبر من العام 2019، تم الاعتداء على منزل الكاتب والناشط القتيل، الواقع في حارة حريك بالضاحية الجنوبية في بيروت، وتزامن مع اعتداء مماثل نفذه مؤيدون لحزب الله وحركة أمل، واستهدف خيمة لنشطاء في بيروت يُعتبرون من المعارضين للحزب وسلاحه.
وقال سليم حينه: “استدراكاً على أية محاولة تعرض لفظية أو يدوية لاحقة، لي أو لزوجتي أو لمنزلي أو لدارة العائلة أو لأي من أفراد العائلة، أو القاطنين في الدارة، فإنني أحمل قوى الأمر الواقع (حزب الله) ممثلة بشخص (أمينه العام) حسن نصرالله، المسؤولية التامة عما جرى وعما قد يجري”. وقالت زوجة سليم، وفقا لوكالة “أسوشييتد برس”: “من الواضح جدًا من هم أعداؤه. إنه حزب الله بشكل أساسي لكن بالنسبة لي لا يكفي القول إننا نعرف أعداءه، وهذا كل شيء. أريد أن أعرف لماذا. أريد أن أعرف من، وأريد إجراء تحقيق دولي”.