ان الغضب هو نوبة تفسير لحالة الشعور الذي نعيشه بانفعال حاد، فإن ما يدفعنا اليه هو ما عشناه في ذات الموقف وردة فعل تلقائية صادرة من مشاعرنا الحقيقية تجاه ما كان وهو يؤثر علينا جسدياً ونفسياً
يجب ان نعرف ان للغضب ايجابياته التي تمنحنا التحفيز وتدفعنا الى تحقيق اهدافنا اذا وظفنا الغضب وقمنا بادارته بحكمة فإنه يفتح افاقاً لنا ويجعلنا متحدثين بدقة ومتفاوضين، وكذلك من ايجابيات الغضب انه يساعدنا على تفريغ المشاعر المكبوتة في داخلنا وتجديد للحالة النفسية.
قد يعود الغضب بتأثيراته السلبية علينا في المقام الاول اذ انه يسبب لنا الحزن والاكتئاب لأننا لم نتعامل مع المشاعر المتفجرة بطريقة سليمة وقد يعود علينا بالاضرار الصحية أيضاً كالصداع المزمن ونوبات القلب وهذا يعد خطراً عظيما امام موقف يمكننا ادارته دون اضرار.
اننا افراد من ضمن مجتمع واحد وهناك سمات مشتركة بيننا وهذه المشاعر تعترينا جميعاً ولكن اذا لاحظنا نفور الاخرين منا بسبب ان اتفه المواقف يتفجر الغضب لدينا وأننا نلقي اللوم الدائم على الاخرين وبشدة والتعامل بحدة دون فرز المواقف وعدم الرضا عن جميع ما يحصل والتعامل بعدوانية ونرجسية مع الاخرين فهذا مؤشر يدل على اننا في طريقنا لإدمان الغضب.
يجب علينا ان نتخلص من هذا الادمان الذي نسير في طريقه وذلك بالتعامل بوضوح مع مسبب الغضب فقد يكون الغضب وسيلة لإخفاء بعض المشاعر وعلينا فهم سبب الغضب ومعالجته والابتعاد عن المسبب والتنفس ببطء والتركيز على الحل لا على المشكلة والاعتناء بذواتنا وصحتنا النفسية والجسدية.
ان احد اعظم نجاحاتنا هو نجاحنا في ادارة انفسنا .. وادارة الغضب يضمن لنا تصالحنا مع محيطنا الذاتي واستمرارية ارتباطنا بمحيطنا الخارجي ولنسمو بذواتنا نحو الافق وفي تقييمنا لذاتنا نجاح وفي الاعتراف بـأخطائنا صدق والعمل على تغيرها نُبل ورقي.
“كُن واعياً كُن مثقفاً”.