في عالم الأعمال، كل منتج له منحنى بياني؛ يعكس حالته. فبعد نقطة البداية يأتي الصعود (إما تدريجياً أو سريعاً)، يلي ذلك مرحلة الثبات، ومن ثم الهبوط، وربما الاختفاء من السوق؛ حيث يرتبط كل ذلك بقوة الجانب الإداري لهذا المنتج، وهذا المنحنى يجعلني لا أستغرب الحالة التي يمر بها نادي الهلال ، وقد تمر بها أندية أخرى ، بل قد أجده طبيعياً جداً. لو طبقنا المنحنى السالف ذكره؛ لوجدنا أن الوضع الحالي للهلال يمثل مرحلة الهبوط، فبمجرد أن يتلاشى اللمعان الذي تمثله الأهداف المحققة دخل الفريق (لاشعورياً) في مرحلة المحافظة على المسار الصحيح، وعلى كل ما هو صحيح، وتم تطبيقه وتوقف بمجرد تحقيق الهدف، وعندها يتملك الجميع الشعور (المسكوت عنه) للاعبين وأحياناً الجهاز الفني وربما الإدارة، وهو أنه “يمكننا أخيرًا أخذ قسط من الراحة” ، لكن الحقيقة أنه لا يمكنك ذلك.
من الأخطاء الشائعة، التي نرتكبها بعد النجاح في تحدٍ كبير، وجود توقعات غير واقعية، أو عدم معرفة وتصور الهدف التالي، فبعد تدفق كبير للجهد، يصبح من المحتمل أن ينضب مخزون الطاقة (البدنية والنفسية) لدى الجميع، ما يجعل من الصعب المحافظة على التركيز وتصبح المهام، التي قد تتطلب أسلوبًا ومستوى معينًا من الجهد في الماضي تتطلب فجأة ماهو أكثر من ذلك؛ لذلك من الواجب على الإدارة ضبط توقعات الجمهور بطريقة أو بأخرى؛ لأن ذلك قد يساعد في تقليل العشوائية واللامنطقية في إلقاء اللوم على الآخرين، والمطالبة بالإقالات والاستبعادات وإلغاء التعاقدات، وتحويل أصحاب الإنجازات إلى أصفار على الشمال، كما يحصل مع رازفان وبعض اللاعبين.
البعض يعتقد أن إعادة الفريق للإنجازات بعد الكبوة، هي أصعب عملية ، ولكن في رأيي الشخصي أن الاستمرار في الإنجاز، والتغلب على العقبات المذكورة سالفاً، هو الأكثر صعوبة، فالإدارة في هذه الحالة تسير في خطين متوازيين في غاية الصعوبة، وهما إعادة التشكيل والمحافظة على المكتسبات في نفس الوقت، وإدارات الهلال على مر الزمان دائماً ماكانت متميزة في هذا الأمر؛ لذلك، وبنظرة إيجابية أعتقد أن الوضع الحالي هو بداية خطوات التصحيح، إذا تم التخطيط، والتنفيذ بطريقة سليمة من خلال الثبات الإداري والواقعية والشفافية في الخطط، لكسب تأييد، ودعم الجمهور، والتذكير دائماً أن مصلحة الكيان تأتي قبل جميع المصالح الأخرى.
بعد آخر
الوصول إلى القمة صعب، ولكن المحافظة عليها أكثر صعوبة؛ لذا أنظر إلى فترة السير أليكس فيرجسون مع مانشستر يونايتد، وكيف نجح في إعادة البناء مرات متعددة، بدون الغياب عن الإنجازات لفترات طويلة، لذلك على جمهور الهلال معرفة أن الاستدامة والبقاء على القمة تأتي بالبطولات، وليس ببطولة، وهذا ما يجعل الكبار كباراً.
@MohammedAAmri