الدولية

“حزب الله” يصفي منتقديه

البلاد – رضا سلامة

لا يتورع “حزب الله” ذراع إيران بلبنان، في تصفية معارضيه ومنتقدي سياساته الإجرامية التي أوردت بيروت موارد الهلاك، وساء معها الاقتصاد والوضع المعيشي، فكلما صدح صوت بالحق أسكتته بنادق الحزب الإرهابي، مثلما حدث للناشط والكاتب اللبناني المعارض لحزب الله، لقمان سليم، الذي دفع حياته ثمنا لمواقفه المناوئة للحزب، إذ تم اغتياله في منطقة النبطية، معقل “حزب الله”.
وعثرت قوى الأمن اللبناني على جثة سليم داخل سيارته مقتولًا بخمس رصاصات في الرأس والظهر، بعدما أطلقت عائلته نداء استغاثة للبحث عنه لاختفائه منذ أمس الأول، فيما اتهمت شقيقته ميليشيا “حزب الله” بقتله، وقالت رشا لقمان إن قاتل شقيقها معروف، مضيفة “من سبق وهددوه نفذوا وعيدهم باغتياله، في إشارة ضمنية إلى ميليشيا حزب الله”. وفي وقت توالت ردود الأفعال المنددة باجريمة البشعة من مستويات رسمية وسياسية عدة، خرج نجل زعيم ميليشيا حزب الله جواد نصرالله بتغريدة شامتة ومرحبة باغتيال لقمان سليم وأرفقها بهاشتاق “بلا أسف”، ما يشير إلى ضلوع الحزب الإرهابي في الجريمة.

ويُعد سليم من أكثر المعارضين لحزب الله، وقد تعرض للكثير من حملات التشويه واتهامات بالعمالة والتخوين من قبل المقربين من الحزب والصحافة الناطقة باسمهم، وفي 13 ديسمبر الماضي وجد سليم على سور بيت عائلته شعارات تهديدية، وأصدر بيانًا في اليوم التالي حينها قائلا: “للمرة الثانية خلال 48 ساعة، يسعى الخفافيش لتهديدي وإرهابي متعرضين لحرمة دار العائلة في حارة حريك (ضاحية جنوب بيروت الخاضعة بالكامل لنفوذ حزب الله)، واستدراكًا على أي محاولة تعرض لفظية أو يدوية لاحقة لي أو لأفراد من العائلة، أحمل قوى الأمر الواقع ممثلة في حسن نصرالله ونبيه بري المسؤولية التامة عما جرى وما قد يجري، وأضع نفسي ومنزلي في حماية القوى الأمنية اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني”، مضيفًا “اللهم قد بلّغت”.

وقال وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي: “ما حصل يشكل جريمة مروعة ومدانة”. وأضاف: “أجريت اتصالات مع قادة الأجهزة الأمنية لمتابعة تداعيات اغتيال الباحث والناشط السياسي لقمان سليم”. من جهتها، طالبت الأمم المتحدة بتحقيق شفاف ونزيه في اغتيال سليم، منددة بالجريمة النكراء التي تستهدف تكميم الأفواه، إذ شدد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، على أن تكون التحقيقات في الجريمة سريعة وليس على غرار تحقيقات انفجار مرفأ بيروت. وحذر تيار المستقبل التابع لرئيس الحكومة المكلف، من عودة مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين، معربا عن استنكاره بأشد العبارات لهذه الجريمة النكراء، مطالبًا الجهات المختصة بالعمل على جلاء الحقيقة بأسرع وقت، فيما قال وزير العدل اللبناني الأسبق اللواء أشرف ريفي عبر “تويتر”: “كل إغتيال يُطوى في الأدراج يكون الفاعل المجهول معروفًا، جوزيف بجاني، والآن لقمان سليم، حلقات في مسلسل تصفيات للترهيب وتكميم الأفواه وشطب الأصوات الحرة، فهل قرر المجرمون افتتاح موجة جديدة من الإرهاب ؟”. وأضاف: “العدالة أن يُحاسَب المجرمون”. إلى ذلك، قال الإعلامي علي الأمين، إن “لقمان سليم يعلن بوضوح خصومته لحزب الله وكان يتلقى تهديدات في السر والعلن، واغتياله في عملية خطيرة وهي برسم حزب الله الممسك بالأمن في المنطقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *