الدولية

الجريمة إرهاب علني.. والسلطة تتحمل المسؤولية

البلاد – مها العواودة

أجمع مسؤولون وسياسيون لبنانيون، على أن مشهد اغتيال الناشط والباحث السياسي الدكتور لقمان سليم، المعارض لحزب الله، ينذر بفوضى عارمة في البلاد قد تمهد لقرع طبول حرب أهلية في ظل الواقع الاقتصادي المزري من جهة، والواقع الأمني المتفلت من جهة أخرى مع انسداد أفق تشكيل الحكومة الإنقاذية.
وقال مستشار رئيس الوزراء المكلف الدكتور مصطفى علوش، إن اغتيال لقمان سليم جريمة سلطة، وإحدى النقاط السوداء في مسار “حزب الله” الذي ينتهج اغتيال المعارضين والنشطاء حتى من هم ضمن بيئتهم، مبينا أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة جرائمه بحق القيادات، خاصة وأنها وقعت في منطقة أمنية مسيطر عليها من قبل حزب الله وبعد تهديدات مباشرة له لكونه من المكون الذي يتخذه حزب الله رهينة، ومع ذلك يقاوم الحزب ويفضح جرائمه.

وأشار علوش، إلى أن اندلاع حرب أهلية بين الفرقاء مستبعد في هذه الفترة في ظل عدم وجود تسليح للطرف الاخر مقابل حزب الله، الذي يمثل احتلالا إيرانيا بأيادٍ محلية للبنان. ويرى أن لبنان تعيش فوضى سياسية جراء الاختلافات في التوجهات الزعماتية والتوجهات الطائفية.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي براء هرموش، أن اغتيال سليم المعارض الشرس لسياسة حزب الله، فصل أسود جديد لحزب الله الذي يتحكم بلبنان، محذرًا من عودة الفوضى التي تحضر لعودة التصفيات السياسية والأمنية وتقول لكل المعارضين لسياسة المحاور إما تهمة الإرهاب والسجن وإما القتل. وأضاف “فيما يبحث الجميع عن مخرج من الأزمة السياسية يواصل محور حزب الله التهديد بالاغتيال والتصفيات وتنفيذ أجندات خارجية”.

بدوره، حذر النائب اللبناني بلال عبد الله، من أن استمرار عدم قدرة الدولة على تقديم حلول موضوعية واستمرار عزلة لبنان عن مجتمعه العربي والدولي ستنتج فوضى عارمة، وأن السلطة اللبنانية في يد الثنائي “التيار العوني وحزب الله” تتحمل مسؤولية ما يحدث، لافتًا إلى أن الحل في تشكيل حكومة إنقاذ تؤمن إعادة الانفتاح على المجتمع العربي والدولي.

ونوه المستشار الإعلامي عامر زين الدين، إلى أن اغتيال سليم من منطقة صريفا في جنوب لبنان الواقعة تحت سيطرة حزبية سيجعل المعارضين لقوى الأمر الواقع يوجهون الاتهام لها بأن الجريمة هدفها إسكات صوت المعارضين والمناوئين، لا سيما وأنه تعرّض شخصيا في ساحة الشهداء إلى التهديد المباشر كما أعلن مرارًا.
ويرى العلّامة اللبناني محمد علي الحاج العاملي، أن لبنان يعيش حالة فراغ أمني وأخلاقي، وفراغ في القيم والمبادئ بسبب ممارسات حزب الله، مبينا أن في اغتيال لقمان رسالة واضحة؛ ومع ذلك يتحمل أهل الحل والعقد في لبنان مسؤولية كشف الفاعلين، وأي تقصير في هذا المضمار سيجعل الاتهام السياسي أكثر مشروعيةً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *