متابعات

التاريخ يعانق سحر الطبيعة بجبال اللوز

جدة ــ ياسر بن يوسف

تأسرك “تبوك” بجبالها الشامخة التي تروي قصص ساكنيها، وشواهدها التاريخية الضاربة في أعماق الأرض، وآثار الأمم التي استأثرت ببحرها وصحرائها وجبالها، منذ ما يزيد عن 500 عام قبل الميلاد، وعرفت تاريخيًا باسم (تابو) أو (تابوا)، وهي كلمة لاتينية تعني المكان المنعزل؛ نظراً لأنها كانت منعزلة عن شبه الجزيرة العربية شمالاً وعن بلاد الشام جنوبًا، وذكر تاريخيًا أنها كانت موطناً لأمم مثل الآراميين والأنباط، وتعرف اليوم بحاضرة الشمال منطقة تبوك تستأثر بقرابة 6 % من التنوع الطبيعي في المملكة. وخلال فصل الشتاء يتعانق التاريخ مع سحر الطبيعة بأبهى صوره في جبل اللوز أعلى جبالها ارتفاعًا بحوالي 2600 متراً فوق سطح البحر، حيث معايشة تساقط الثلوج على الجبل التي تمنحه وشاحاً أبيضا يسحر زواره بجماله الأَخّاذ ووقارًا يليق بتاريخه الغائر في القدم، وتشير الآثار التي رصدت فيه إلى رسوم صخرية ونقوش متعددة ترجع لأكثر من 10 آلاف عام هنا تضرب موعداً مع التاريخ وآخر مع سحر الطبيعة، وإذا كنت شغوفًا بالآثار والحضارات القديمة ستجد عدد من النقوش الثمودية، ففي جبال الزيتة ستجد نقوش قديمة تعود إلى ما قبل الإسلام، وهي تحمل إرثا تراثيا وتاريخيا فريداً، يُضاف لها المواقع الأثرية التي تعود للعصور الحجرية، مثل موقعي “مصيون” و”أبا عجل”، وهو ما يجعلها وجهة السياح من المواطنين والمقيمين في موسم “شتاء السعودية” الذي أطلقته الهيئة السعودية للسياحة، والمستمر حتى نهاية مارس المقبل.

ومنحها هذا الموقع الجغرافي بُعداً تاريخياً تظهر آثاره في أماكن متعددة من نقوش وقلاع وآبار يعود بعضها لما قبل القرن السادس الميلادي، لا سيما في محافظتي تيماء والبدع، وورد وصف تبوك في عدد من كتب الجغرافيين وجاء في معجم البلدان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *