الدولية

ماكرون يصعد ضغوطه بمظلة دولية لتشكيل الحكومة

بيروت – البلاد

بعد فشل كل المحاولات لتشكيل حكومة إنقاذ حتى الآن، قالت مصادر لبنانية مطلعة لـ”البلاد”، إن الرئيس الفرنسي ماكرون لن يقع مجددًا في فخ المراوغة الذي نصبه السياسيون للمبادرة الفرنسية، بل سيتعامل بأسلوب مختلف هذه المرة، بحيث سيعمل من ناحية على تعرية المطالب التحاصصية التي لا تمت للإصلاح بصلة، ونسف مبدأ “الثلث المعطل” الذي يهدد آليات عمل حكومة المهمة الإنقاذية، على أن يُفعل من ناحية أخرى مظلة دولية لتحركاته، عبر التنسيق مع الولايات المتحدة وعواصم عربية لدعم خارطة الطريق الفرنسية.

وأشارت المصادر إلى أن اتصال ماكرون الأخير بالرئيس ميشال عون، ليس سوى فاتحة اتصالات ضاغطة باتجاه التأليف، في ظل إصرار فرنسي على وضع جميع المعنيين في لبنان أمام مسؤولياتهم، لافتة إلى أن الرئيس الفرنسي يعمل على تشكيل مظلة دولية لتحركاته على الساحة اللبنانية، قاعدتها الولايات المتحدة وعواصم عربية، لا سيما أنه بدخول جو بايدن البيت الأبيض، تمكن ماكرون الحصول على دعم أمريكي صريح للمضي قدمًا في إنجاز الحلول للأزمة اللبنانية، كما أنه كثف خطوط التواصل مع عواصم عربية بهدف الوصول إلى رؤية مشتركة ترتكز في جوهرها على القواعد التي أرستها المبادرة الفرنسية، بغية إعطائها قوة دفع عربية تساهم في إخراج لبنان من أزمته التي تزداد تعقيدًا.

وفي غضون ذلك، يواصل البطريرك الماروني بشارة الراعي، ضغوطه الداخلية للوصول إلى حل ينهي أزمة تشكيل الحكومة، معبرًا عن استيائه من تردي العلاقة بين رئيسي الجمهورية والحكومة. وإزاء هذا الضغط الخارجي والداخلي المتصاعد، يبدو هامش التعطيل لدى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل آخذًا بالانحسار، خاصة بعدما استنفد أسلحته لتعطيل ولادة الحكومة، وتساقطت الشعارات التي رفعها من “وحدة المعايير” مرورًا بـ”عدالة التمثيل” وصولًا إلى إحقاق “شراكة مكونه”، من دون أن تفلح أي منها في تغطية نزعته التحاصصية وأطماعه الشخصية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *