جميل أن نتحدث عن حقوق فئة ‹الاحتياجات الخاصة› بمختلف شرائحهم فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، فمنهم الأبناء والإخوة بل والوالدين أحياناً، وهم كذلك ومن دون شك مصدر إلهام وطاقة إيجابية نستمدها مما نراه من قوتهم وقدرتهم على تجاوز العقبات.
ولكن ونحن نتحدث عن تلك الحقوق ما أجمل أن يكون حديثنا غير مقتصر على مسألة التعاطف معهم فقط، فهم في الواقع ليسوا بحاجة إلى ذلك وحسب، وإنما يمتد احتياجهم – كغيرهم – إلى العديد من الحقوق التي يُفترض أن تُحترم وتعزز قيم المحافظة عليها في المجتمعات؛ وذلك لينعمُوا بالاستقرار النفسي، الذي بدوره يؤثر في نمط الحياة ككل.
ما سبق لا يعني أبداً عدم أهمية مبدأ التعاطف والرحمة الذي يُجب أن يكون مع الجميع، ولكن يُفترض أن تتكامل تلك العاطفة، مع عدد من المفاهيم الأخرى التي من شأنها أن تسهل على ذوي ‹الاحتياجات الخاصة› ممارسة حياتهم اليومية بشكل أكثر مرونة.
ومن أهم تلك المفاهيم مفهوم تعريف معنى الاحتياجات الخاصة وتثقيف المجتمع حوله، خصوصاً فيما يتعلق ببعض أنواع الاحتياجات لدى الأطفال، والتي يكون التدخل المُبكر من قبل المُختصين لمعالجتها مفيداً جداً، إضافة إلى ذلك مفهوم الدفع بقدراتهم ومحاولة اكتشاف إبداعاتهم سواء من قبل الأسرة أو من خلال مؤسسات المجتمع المدني المُختصة.
كما أن من المفاهيم المُهمة أيضاً توفير ما يُسهل حركتهم، وييسر خدماتهم، وإرشاد أسرهم إلى الجهات التي تساهم في تقديم العون لهم، علاوة على تثمين دور تلك الجهات والسعيّ في دعمها بجميع الوسائل المُتاحة ليواصلوا دورهم، ويكونوا نموذجاً جيداً لغيرهم.
إن ذوي ‹الاحتياجات الخاصة› بحاجة حقيقة إلى تطبيق المفهوم الشموليّ لكلمة حقوق وواجبات وعدم اختصارها على مفهوم العاطفة، فالعاطفة وإن كانت مطلباً أساسياً إلا أنها لا تحُل المشكلات التي قد تصادفهم في الحياة، ومن هنا يُفترض أن نكون مدركين جميعاً لما لتلك الفئة الغالية علينا من حقوق ونسعى لأن يحصلوا عليها دون عناء لنستمتع معهم بجمال عطائهم.
szs.ksa73@gmail.com