متابعات

ماذا يحدث في المولات.. تفريط أم إفراط في التفاؤل ؟

البلاد – جدة

يبدو أن البعض بات لا ينظر لحجم التضحيات والجهود التي تبذلها وزارة الصحة والجهات المعنية فيما يخص الحد من فيروس كورونا كوفيد 19، بالتقدير، الأمر الذي يتضح جليا من التهاون والتراخي في الدور المناط بهم في مساعدة تلك الجهات بالإلتزام بالاشتراطات الصحية والتدابير الوقائية. ورغم أن وزارة الصحة تصدر يوميا بيانا يليه آخر تنبه وتحذر إلا أن التساهل ولغة التفريط باتت الغالبة في المشهد، الأمر الذي انعكس على رصد زيادة ملحوظة في عدد الاصابات المؤكدة، وارتفاع الحالات الحرجة التي تعد ناقوس الخطر في أي واقع صحي، لانعكاساتها الواضحة على أسرة العناية المركزة. معروف أـن الكثيرين يميلون بطبعهم للتساهل والتفريط، لكنه في ظل ارتباط الأفراد بالمجتمعات يصبح التساهل كما قالت وزارة الصحة “التراخي مخالفة للنظام وخطر على صحة المجتمع”.

وكان وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة واضحا وشفافا أمام الجميع بالتأكيد على أن المملكة ليست في معزل عن العالم الموبوء بفيروس كورنا، وتداعياته ولا زال يتجرع مرارة الاغلاق وحظر التجول وتحجيم الانشطة الاقتصادية، لكن البعض -كما تأسف الوزير- يريد أن يعيش في معزل عن الواقع والعالم، فيرى في تعافيه وصحته الكمال، فلا داعي لمزيد من التضييق والاحتراز، ويرى في غياب الصحة للآخرين نقص منهم، فيما الواقع يؤكد أن صحته ورائها فضل من الله، ثم جهود كبرى تضافرت للحفاظ عليها، وأن ما يعانيه الآخرين ربما هو السبب فيه من خلال التفريط والتساهل. ينسى الكثيرون أن كورونا تنتقل من شخص لآخر ربما دون أن يشعر حاملها باصابته، ويتجاهل الكثيرون أن الأطفال الأكثر أمانا من المرض، يعدون أيضا أكثر نقلا للعدوى. باتت جائحة كورونا لا تهدد الأشخاص فقط، بل تتعدى الأمر لتهديد المجتمعات، وتدمير اقتصادياتهم، الأمر الذي يجب أن ينظر لها الجميع بعين الحذر وعدم التهاون.

لكن ما يحدث في الأسواق العامة أو المولات المغلقة للأسف شهدت خلال الفترة الماضية التهاون لأبعد حد، وبعدما كان الدخول يتطلب فحصا لدرجات الحرارة، رفعت المقاييس، وبات من يقف على البوابة ربما لا يهتم بالدخول ولا بالخروج، فيما من ترتفع درجة حرارته لا يأبه بدخول أي مكان في أي تجمع. قالها وزير الصحة بوضوح إن التهاون يجعلنا مضطرين لاتخاذ اجراءات احترازية، مشددا على أهمية الحفاظ على المكتسبات، لذا فإن العاقل يجب أن يعلم أن التساهل يضر الجماعة والتفريط يضر المجتمع، وإذا كان الكل حاليا يحمد الله أن هيأ لنا رجالا يواصلون الليل والنهار ليعيش المجتمع في أمن وتعافي، فلماذا لا نشد على بعضنا البعض لتستمر نعمة الصحة، أم ندع لهؤلاء المفرطين والمتساهلين اليد الطولى؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *