المحليات

الرياض .. مشاريع كبرى ومكانة عالمية

جدة-البلاد

يمتلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سجلاً وطنياً حافلاً من العطاء والخبرات الرفيعة، وعرف بثقافته الواسعة، واستيعابه للمستجدات، بجانب خبراته الإدارية العريضة، وتمرسه في أعمال الدولة، فقد كلف بالعمل السياسي منذ بدايات حياته، وتعلم المشاركة في اتخاذ القرارات في مجلس والده مؤسس الدولة السعودية الحديثة.

كما يحظى العمل الإنساني باهتمامه من خلال ترؤسه عدداً من اللجان والهيئات الرئيسية والمحلية لمساعدة المحتاجين والمتضررين من الكوارث والصراعات وتوج ذلك بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

 

الرياض الأسرع نموا
ومن المناصب التي تولاها، حفظه الله، منصب أمير منطقة الرياض؛ عاصمة الدولة وإحدى أكبر مناطق المملكة في المساحة والسكان وذلك في مرحلة مهمة من تاريخها واستمر أميراً للمنطقة لأكثر من خمسة عقود، أشرف خلالها على عملية تحول المنطقة من بلدة متوسطة الحجم يسكنها حوالي 200 ألف نسمة إلى إحدى أسرع العواصم نموًا في العالم العربي، وإحدى أكبر مدن العالم مساحةً.

وشهدت الرياض خلال توليه، رعاه الله، الإمارة إنجاز العديد من مشروعات البنية التحتية الكبرى، مثل الطرق السريعة والحديثة، والمدارس، والمستشفيات، والجامعات، إلى جانب المتاحف والاستادات الرياضية ومدن الترفيه، وغيرها. وواجهت مسيرة التنمية تحديات صعبة لكنه أثبت قدرة عالية على المبادرة، وتحقيق الإنجازات، وباتت العاصمة اليوم إحدى أغنى المدن في المنطقة، ومركزًا إقليميًا للسفر والتجارة كما تقدمت على عواصم عالمية عريقة في مؤشرات دولية عديدة منها مؤشرات المدن الذكية، وسلاسة الوصول إلى الخدمات الطبية والثقافية، ومدى توافر فرص التعلم مدى الحياة من قبل المؤسسات المحلية، وسهولة الوصول إلى فرص العمل من خلال الإنترنت، وجودة تدريس المهارات الإلكترونية في المدارس.

كشف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في 28 يناير 2021 ، أن المملكة ستعلن عن إستراتيجية لتطوير مدينة الرياض كجزء من خططها لتنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد مؤكدأ أن خصائصها تعطي ممكنات لخلق وظائف ونمو في الاقتصاد والاستثمارات والعديد من الفرص، لتكون من أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم.وأكد سموه أن مدينة الرياض تشكل اليوم ما يقارب 50 % من الاقتصاد غير النفطي في المملكة وتكلفة خلق الوظيفة فيها أقل 30 % من بقية مدن المملكة وتكلفة تطوير البُنى التحتية والتطوير العقاري فيها أقل بـ 29 % من بقية المدن والبنية التحتية فيها رائعة جداً بسبب ما قام به الملك سلمان فيما يزيد عن 55 سنة بإدارة مدينة الرياض والتخطيط لها.

هيئة ملكية ومشاريع كبرى
لقد صدر الأمر السامي الكريم بتحويل “هيئة تطوير مدينة الرياض” إلى “الهيئة الملكية لمدينة الرياض” في ٢٩ ذو الحجة١٤٤٠هـ، وتشكيل مجلس إدارتها برئاسة سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ونقل جميع المهمات المتعلقة بالمشروعات الوطنية الكبرى بالرياض من لجنة المشروعات الوطنية الكبرى إلى الهيئة الملكية لمدينة الرياض، ويأتي ذلك انطلاقاً من رغبة القيادة الرشيدة، في الارتقاء بمدينة الرياض في جميع المجالات، وإحلالها المكانة المتميزة التي تستحقها باعتبارها عاصمة المملكة، وقاعدة صناعة القرار على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وبما يعكس الدور الفعلي للرياض كمركز رئيسي للأنشطة الوطنية السيادية للبلاد، والمركز القيادي للمؤسسات والهيئات الإدارية والاقتصادية والثقافية والتاريخية الوطنية، والحاضنة للمؤسسات والهيئات والبعثات الدبلوماسية الإقليمية والإسلامية الدولية، السياسية منها والعلمية والاقتصادية.

برنامج تطوير الدرعية التاريخية
‏تم استكمال أعمال تنفيذ المشروع وعناصره التطويرية وتم افتتاحه عام 2019، وتلعب الدرعية دوراً محورياً في التاريخ السياسي للمملكة كونها تمثل عاصمة الدولة السعودية الأولى. ويبرز دورها السياسي والدعوي جلياً على مستوى المملكة بما أرسته من دعائم للدولة وأسس للعقيدة منذ نشأتها.

مشروع تطوير منطقة قصر الحكم
وجهت الهيئة الملكية لمدينة الرياض اهتمامها بوسط المدينة بدءاً من المركز أو النواة المتمثلة في منطقة قصر الحكم، تأكيداً لدور هذه المنطقة كمركز إداري وثقافي وتجاري للعاصمة، فعملت على رفع المستوى العمراني لها، وتحسين مظهرها وحركة النقل فيها، وتعزيزها بالخدمات مع المحافظة على المواقع التراثية والتاريخية بها.

تأهيل وادي حنيفة وروافده
‏تبنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض حماية وتأهيل وتطوير منطقة وادي حنيفة، حيث جعلتها من ضمن أولوياتها لما لهذه المنطقة من أهمية كبيرة واستعداد أكبر لجذب الاستثمارات المتنوعة، ولأن هذا الوادي بمساحته المترامية الأطراف والمتشعبة من شمال الرياض إلى جنوبها قادر على أن يكون رئة الرياض ومتنفساً طبيعياً لقاطنيها.

مشروع تطوير الطرق
‏‏تبنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض تطوير العديد من الطرق ومن ذلك تطوير طريق أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، ورفع مستواه وجعله حر الحركة، ليخدم الحركة المرورية باتجاهي الشمال والجنوب في المدينة كما يمثل مشروع جسر تقاطع طريق الملك عبدالله مع طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول جزءاً من تطوير محور طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول بهدف رفع كفاءته وتخفيف الازدحامات المرورية على طريق الملك فهد.

وتضمنت الخطة الشاملة التي أعدتها الهيئة تطوير طريق الملك عبدالله الممتد من طريق الملك خالد غرباً حتى طريق الشيخ جابر الأحمد الصباح شرقاً بطول 25 كيلومتراً، وذلك برفع مستواه من طريق شرياني إلى طريق سريع حر الحركة ليكون أحد أعصاب الأنشطة الرئيسية في مدينة الرياض.


مشروع النقل العام
‏أقر مجلس الوزراء الموقر في جلسته في الثاني من جمادى الآخرة 1433 هـ، تنفيذ مشروع النقل العام في مدينة الرياض (القطارات – الحافلات) بكامل مراحله لإيجاد حلول جذرية وشاملة للاختناقات المرورية بمدينة الرياض.

حي السفارات
برزت فكرة إنشاء حي السفارات بعد صدور قرار مجلس الوزراء في ذي القعدة 1395هـ بنقل وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية من جدة إلى الرياض استكمالاً لوظائفها الرئيسية كعاصمة للبلاد، وتم تشكيل لجنهَ تنفيذية عليا برئاسة أمير منطقة الرياض للاضطلاع بمهمة تنفيذ المشروع، وأصبحت المنطقة التي يقع فيها الحي من أهم مناطق التطوير الحديثة بمدينة الرياض وقد صدر قرار من مجلس الوزراء، في 26 يناير 2021 بإلغاء هيئة حي السفارات وترتيباتها التنظيمية، ونقل جميع مهماتها ومشاريعها وحقوقها والتزاماتها وعمالها إلى الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

86 مليارا لتحقيق أهداف الرؤية

تتولى الهيئة الملكية لمدينة الرياض تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع التطويرية التي تمتاز بطبيعتها الإستراتيجية وتعدد أهدافها وأبعادها واختلاف متطلبات تنفيذها عبر مراحلها الزمنية المختلفة حيث تنشط الرياض بالأعمال الحيوية وثقافة الجديد وتشهد باستمرار مشاريع جديدة ومنافسة عالية مما يخلق بيئة تنافسية لرواد الأعمال ومن أهم المشاريع النوعية تنفيذ مشروعي بوابة الدرعية والقدية واستكمال بناء مترو الرياض والمركز المالي في العاصمة، ومبادرات تحسين نوعية المعيشة التي شملت مجمعاً ترفيهياً وساحات رياضية ونشر الأعمال الفنية وإقامة حديقة الملك سلمان والمجمع الملكي للفنون.

وقد أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، في مارس 2019 أربعة مشروعات نوعية كبرى في مدينة الرياض، تبلغ تكلفتها الإجمالية 86 مليار ريال، تشمل “مشروع حديقة الملك سلمان” و”مشروع الرياض الخضراء” و”مشروع المسار الرياضي” و”مشروع الرياض آرت”.

وتسهم هذه المشاريع في تحقيق أحد أهداف رؤية المملكة 2030 برفع تصنيف مدينة الرياض بين نظيراتها من مدن العالم، ورفع جودة الحياة وتحسين جودة الهواء، وخفض درجات الحرارة في المدينة، والحفاظ على المناطق الطبيعية والتنوع الأحيائي داخلها وفي محيطها وتقديم خيارات متنوعة رياضياً وثقافياً وفنياً وترفيهياً للسكان والزوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *