رياضة مقالات الكتاب

المعصوب واللياقة

= كرة القدم رياضة معقدة، عندما يتعلق الأمر بالمتطلبات البدنية. وكأي عمل تجاري ، فإن مفتاح النجاح يعتمد على جودة وأداء وصحة العاملين فيها، وفي حالتها نعني اللاعبين، لذلك فالجانب البدني واللياقي أو (الجسدي) مهم جداً في كرة القدم الحديثة؛ حيث يساعد رفعه إلى تقليل الإصابات، وبالتالي تقليل ابتعاد اللاعب عن اللعب وتأثيره مادياً على النادي.

إضافة إلى كون الأسلوب البدني في اللعب أصبح جزءاً مهمًا من تكتيك واستراتيجيات ومدارس المدربين الفنية. من المهم أن نعرف أن لاعبي النخبة يقطعون متوسط 7 أميال في كل مباراة ، كما أنهم يقضون حوالي ثلثي المباراة في شدة منخفضة ومتنوعة من المشي والركض، وما لا تظهره الإحصاءات هو القتالية الجسدية في كرة القدم ، كشدة وضع الكرة عند كونها في أقدام اللاعب ، وشدة الدفاع في عملية رجل لرجل وماتتطلبه من الجهد على الجسم؛ حيث يُظهر تحليل مباريات الدوري الإنجليزي أن دفع رواتب اللاعبين المصابين يشكل تكلفة مادية كبيرة فخلال موسم 18-19 ، زادت الإصابات (عدداً وتكلفة) على الأندية عن الموسم السابق، حيث بلغ عدد الإصابات (764) وهو الأعلى منذ البدء في جمع البيانات، مرتفعا بنسبة 15٪ عن الموسم السابق له ، كما ارتفعت تكلفة الإصابات بنسبة 3٪ لتصل قيمتها (بلغة المال) إلى حوالي 221 مليون جنيه ، كما عانت أندية الدوري الإنجليزي من 38 إصابة لكل منها خلال موسم 2018-2019 – بمعدل إصابة في كل مباراة ، ومتوسط 11 مليون جنيه لكل ناد للاعبيه المصابين؛ حيث بلغ متوسط تكلفة الإصابة حوالي 290 ألف جنيه. مع تطور دورينا وحرص المسؤولين على رفع مستوى اللعبة واللاعب بشكل ينعكس على المنتخبات، فلابد من الالتفات للجانب البدني وتطويره للاعبينا- ليس فقط لتقليل الإصابات- ولكن ليتمكن اللاعب المحلي من مجاراة اللاعبين ذوي التفوق البدني على صعيد المواجهات الفردية ، وتطبيق التكتيك الفني الذي يعتمد على الجانب الجسدي والانضباط التكتيكي، فلا أعتقد أن عبارة (نحن نتفوق في المهارات الفردية) أصبحت تشكل الفارق الكبير، خصوصاً مع تطور الجانب الجماعي والبدني للعبة، وأخيراً لابد أن تبدأ إدارات الأندية على المدى الطويل بالأخذ في الاعتبار ارتفاع التكلفة الفعلية للإصابات مقابل رواتب اللاعبين.

بُعد آخر
الأمر الأهم للاعب كرة القدم هو التأكد من تزود جسمه بالطاقة، التي يحتاجها للعمل كل يوم على مستويات عالية من الشدة بسعرات حرارية معينة من خلال معايير معينة من المصادر الثلاثة الرئيسة(بروتين/كربوهيدرات/دهون) ، فالأمر ليس عبثياً؛ حيث إن نسب هذه المجاميع تختلف ما بين بداية ووسط ونهاية الموسم ، ولو علم أرسين فينجر الذي منع لاعبي الأرسنال من أكل الكاتشب مقدار السعرات الحرارية للأصناف الموجودة في فاتورة عشاء لاعبي الاتحاد، لأصيب بصدمة كبيرة.
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *