البلاد – مها العواودة
أكد عدد من مختصي منظمات صحية دولية لـ “البلاد” أن المملكة لديها القدرة والكفاءة في تأسيس مصنع لصناعة لقاحات فيروس كورونا كوفيد 19، مشيرين إلى أن ما قامت به من جهود لاحتواء الجائحة نموذج يحتذى به، إذ تمت السيطرة على منحنى الاصابات بشكل عام، وفق خطة منهجية سمحت بتوفير أسرة العناية المركزة، وحماية الكوادر الطبية في المستشفيات باعتبارهم خط الدفاع الأول لمواجهة فيروس كورونا.
منهجية في التعامل مع الجائحة
وقارن مستشار وزارة الصحة الفرنسية والخبير في منظمة الصحة العالمية د. يحيى عبد المؤمن مكي لـ “البلاد” بين الوضع الصحي في السعودية وغيرها من الدول الأخرى خصوصا الأوروبية والآسيوية، وقال “إجمالي عدد الإصابات والعدوى بفيروس كورونا في المملكة قليل وحتى الوفيات أقل، فضلا عن حالات الشفاء الكبيرة وذلك يعود لحنكة المملكة العربية السعودية التي سارعت بداية الأزمة لاتخاذ إجراءات صارمة وحازمة وناجعة من خلال وقف نشاطات العمرة والحج والسياحة والزيارة، فساهمت من خلال ذلك في التخفيف من انتشار العدوى بهذه الطرق.
وأبدى اعجابه بالمرتبة التي حصدتها المملكة العربية السعودية في مؤشر التعافي، والتي تعود إلى حكمة وحنكة السلطات السعودية ووزارة الصحة والتي سارعت لاتخاذ إجراءات صارمة منذ بداية أزمة كورونا، مشيرا إلى اجراءات تنظيم الصلاة بأرقام معينة والتباعد بمسافة معينة، وكذلك استخدام مستشفياتها فحص pcr قبل الدول الأوروبية، والبدء بالعلاج من خلال المصل كان قرار مفيد، منعا لتفشي الفيروس وقد نجحت بجدارة.
وعزا نجاح المملكة كونها من أكبر الدول التي لديها خبرة في الفيروسات لوجود خبرة في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية هذا الفيروس الذي ينتقل عن طريق الإبل، وهو من نفس عائلة فيروس كورونا وإن كان أكثر شراسة، مؤكداً أن الأعمال والأبحاث العلمية لعلماء المملكة كان لها دور كبير في تسهيل وتنظيم الوصول للقاح ضد كورونا في أقرب وقت لأن المملكة لعبت دور كبير ومهم وفعال من خلال المختبرات العلمية السعودية في تجهيز اللقاح لهذه السلالة.
صدارة متوقعة ضمن الأكثر تعافياً
ولم يستغرب عضو الجمعية الأمريكية للأمراض المعدية د. غانم الحجيلان، وجود المملكة من بين الخمس دول الأكثر تعافيا من فيروس كورونا، وقال “شيء متوقع وطبيعي ونتيجة حتمية للإجراءات الاستباقية في الوقاية والعلاج وتقديم اللقاح”.وأضاف: ” المملكة مثال عظيم يحتذى به في التعامل مع أزمة كورونا بكل إنسانية وشفافية ووضوح”، حيث سارعت في وضع وتنفيذ إجراءات بكل حزم منذ بداية الأزمة، مؤكدا أن مملكة الإنسانية مدعاة للفخر كونها نجحت في إدارة الأزمة عبر خططها الفريدة وكوادرها الطبية وامكانياتها ولم تميز بين مواطن ومقيم ومخالف على أراضيها.
المملكة احتوت الأزمة سريعا
وأوضح مدير منظمة الصحة العالمية في منطقة الشرق الأوسط د. فهد الجوفي أن حنكة القيادة السعودية في التعامل مع أزمة كورونا منذ بدايتها جنبت المملكة الكثير من الأخطار والخسائر، وباتت نموذجا يحتذى به ويشار إليه، خصوصا أن الكثير من الدول المتقدمة والعظمى وذات المساحة الصغيرة فشلت للأسف في مواجهة الفيروس.
وأضاف السعودية من بين أفضل خمس دول في مؤشر التعافي من كورونا والتعامل معه، وهذا أمر متوقع في ظل ماشهدناه وشهده العالم أجمع في كيفية تعامل وزارة الصحة والجيش الأبيض بكل وضوح ومصداقية مع المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، بدءا من الإجراءات الاستباقية التي سارعت المملكة لاتخاذها بكل حزم من أجل صحة الإنسان أولاً، وتوفير العلاج للجميع بالمجان من مقيمين ومواطنين وصولاً إلى توفير اللقاح أيضا بالمجان للجميع”.