الإقتصاد

العلا .. تبهر أنظار العالم

العلا – البلاد

عندما يتلاقى التاريخ والحاضر ، تشرع الجغرافيا فضاءها الرحب لتنوع سياحي ثري تتفاعل معه ثقافات وحضارات العالم.
هذه المعادلة لها حضور مميز في أنحاء المملكة ، ومثالها الرائع في العلا التي حجزت موعدها مع مستقبل سياحي بطراز فريد، يطل اليوم بعبق تاريخ مدائن صالح كتراث عالمي ، ومعالم الجبال الشامخة ، والأحياء العتيقة ، وخيرات السهول ، وإبهار “المرايا” العاكسة لعجائب حضارة العلا وبصمات رؤيتها التنموية الحديثة.

خلال الأسابيع القليلة الأخيرة شهدت العلا مناسبتين مهمتين لهما دلالات عميقة بلغت أسماع وأنظار العالم، بما تطول معها القراءة في التنمية الشاملة وتعاظم دور المملكة السياسي والاقتصادي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، حفظهما الله.

المناسبة الأولى كانت قمة مجلس التعاون بتوصياتها لترسيخ تضامن وتكامل البيت الخليجي ، والتي انعقدت في قاعة “مرايا” أحدث عجائب العلا.

والمناسبة الثانية هي كلمة ولي العهد من الخيمة الشعبية الأصيلة ، وذلك خلال جلسة الحوار الاستراتيجية افتراضيا ، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي”دافوس” ، وتناول سموه المسيرة التنموية لمستقبل الوطن الطموح والخطوات النوعية الناجزة لمسارات وأهداف رؤية 2030 ، عبر استشراف الفرص الاستثمارية الكبرى في المملكة ، بقيمة تصل إلى 6 تريليونات دولار خلال السنوات العشر القادمة، منها 3 تريليونات دولار استثمارات في مشاريع جديدة ، وتأكيد اعتزام المملكة الارتقاء لموقع الريادة في الطاقة المتجددة والثورة الصناعية الرابعة والسياحة والنقل والترفيه والرياضة، انطلاقًا مما تمتلكه من مقومات وما تزخر به من مكتسبات.

ومن الدلالات الرائعة ، أن صور ومشاهد المناسبتين في العلا ، وهي تجسد عمق اعتزاز القيادة بالحضارة العريقة ، سرعان ما تفاعل معها السعوديون بتغريدات فورية أكدت أيضا افتخارهم بعبقرية ترسيخ التناغم والانصهار الحضاري المثمر بين كنوز التراث وآفاق التطور للوطن في مسيرة المجد والعلياء.


رؤية العلا
ولأن حديثنا عن الجانب السياحي ، فلنبدأ من حزمة المكتسبات التي تنجزها الهيئة الملكية لمحافظة العلا منذ تدشين رؤيتها التطويرية برعاية سمو ولي العهد، كوجهة للتراث هدية للعالم أجمع ، واستثمار عبق التاريخ في سياحة الآثار، جنبا إلى جنب مع مشاريع سياحة الترفيه ورياضات الطيران والمناطيد، وسباقات الصحراء والتخييم السياحي، ودفء برامج مهرجان شتاء طنطورة ، فيما تواصل الهيئة مشاريعها المستقبلية لتطوير مراكز للزوار في المواقع الرئيسية : الحجر، وجبل عكمة، ودادان وتهيئتها لاستقبال الزوار من كافة أنحاء العالم في رحلة مبهرة عبر الزمن.

أحلام رواد الأعمال
ولإكمال حلقات الاقتصاد السياحي ، بدأت الهيئة الملكية لمحافظة العلا خطة عمل مشتركة مع الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”، بهدف تطوير منظومة ريادة الأعمال في العلا، مما يسهم في تطوير اقتصاد ثري ومتنوع في المحافظة ، من خلال حاضنات ومسرعات الأعمال في قطاعات حيوية كالسياحة ، وتسويق الفرص الاستثمارية.
كما تسهم هذه الخطوة في تعزيز التنوع الاقتصادي بالمحافظة ، وفق أهداف رؤية العلا التي أطلقها سمو ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة -حفظه الله- ، بمتابعة وإشراف من سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان محافظ الهيئة، لتمكين رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة ، وتعزيز مساهمتهم في الناتج الإجمالي الوطني.


شتاء طنطورة
يعد “شتاء طنطورة عنوانا مضيئا لمواسم سياحية مميزة في العلا ،من خلال فعاليات الفنون والثقافة والتاريخ والتراث ، ويحظى بإقبال كبير من السياح والزوار من مختلف دول العالم الاستمتاع بالعروض والرياضات المتنوعة والمغامرات ، وبرامج متنوعة لعشاق سياحة التراث كما هيأت الهيئة الملكية الفرص لمشاريع المطاعم والفندقة الممثلة في نزل عالمية بين أودية العلا وجبالها ، مع الحفاظ على أدق تفاصيل الطبيعة الخلابة إلى جانب تطوير وتدريب أبناء وبنات المحافظة للقيام بمهام الخدمات والإرشاد السياحي شملت الطهي والفندقة والسياحة في أكبر وأهم المعاهد العالمية عبر برامج ابتعاث بادرت بها الهيئة.
وتعمل الهيئة على تحقيق تطلعاتها المستقبلية بجذب أكثر من مليوني زائر لمحافظة العلا ، عبر تحويلها إلى وجهة تراثية وثقافية وسياحية عالمية استثنائية وفي القلب منها مدائن صالح بتاريخها العريق وعبقرية فنونها المعمارية ، وتعزيز قدرة المطار على استقبال الرحلات الدولية المباشرة من مختلف الوجهات الإقليمية والدولية ، كما تعمل الهيئة على تطوير عدة منتجعات سياحية بحلول عام 2023 بما يعزز مستقبل السياحية بخطوات متسارعة في العلا ضمن خارطة السياحة السعودية التي استحقت بجدارة تفرد الرياض باحتضان أول مكتب إقليمي لمنظمة السياحة العالمية خلال العام الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *