متابعات

الكهوف عنوان جديد للجذب السياحي

جدة ـ ياسر بن يوسف

تُعد المملكة العربية السعودية من ضمن الدول التي تمتلك ثروات جيولوجية مختلفة تنتشر في أراضيها وصحاريها الشاسعة ، فضلا عن وجود عدد كبير من الكهوف التي يمكن توظيفها لاستقطاب الباحثين وعشاق السياحة الجيولوجية وخوض المغامرات.
المتحدث الرسمي باسم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، طارق أبالخيل، كشف لـ” البلاد ” أن الكهوف الصحراوية المنتشرة في المملكة والتي تقوم الهيئة في اكتشافها ودراستها من الممكن اعتبارها أحد الروافد الاقتصادية التي تواكب رؤية المملكة 2030، لافتا إلى أن الكهوف التي تضمها مختلف مناطق المملكة، تعد ثروة وطنية، يمكن من خلالها الاطلاع على التاريخ الجيولوجي، والطبيعي، للجزيرة العربية، ويمكن استخدامها كمزارات سياحية وتعليمية ، لافتا إلى أن هيئة المساحة الجيولوجية، عثرت على بقايا حيوانات محفوظة داخل بعض الكهوف، وتم دراستها من قبل العديد من الخبراء في هذا المجال، وحدد عمر بعض بقايا الحيوانات بحوالي ٢٠٠٠ عام. وقال إن مثل هذه الثروة الطبيعية، تمثل أحد المكونات الجاذبة لعشاق المغامرة، واصفًا إياها بالمتاحف الجيولوجية، المخبأة في باطن الأرض.


واستطرد أن كهوف المملكة تنفرد بخصائص، وتكوينات نادرة، يعود عمرها إلى مئات آلاف السنين، وهي كنوز طبيعية، وتراث وطني، يتطلب حمايتها، ورعايتها باعتبارها جزءًا مهمًا من تراث المملكة الجيولوجي والبيئي، مبين إلى أن أحد أشهر الكهوف البازلتية موجود بالمملكة، وتم اكتشافه في عام٢٠٠٧م هو كهف «أم جرسان» في حرة خيبر شمال المدينة المنورة، ويبلغ طوله كيلو متر ونصف، ويصل ارتفاع سقفه إلى ثمانية أمتار. بالإضافة إلى عدد كبير من الكهوف البازلتية والجيرية التي تقوم الهيئة بالعمل عليها وتقديمها كمنتج يدعم القطاع العلمي والسياحي. وكذلك كهف ماكر الشياهين.


ومن جانبه أشار الجيولوجي محمود الشنطي رئيس قسم دراسات الكهوف بهيئة المساحة الجيولوجية إلى أهمية الكهوف الجيرية لاحتوائها على مكونات كلسية مختلفة الأشكال والأحجام، عادًا إياها ثروة اقتصادية وطنية لمعرفة التاريخ الجيولوجي والطبيعي للجزيرة العربية، إضافة إلى اعتبارها مزارًا سياحيًا، وموقعًا لعمل البحوث العلمية المختلفة. وأضاف: إن الكهوف تمتاز بالتكوينات الجمالية الرائعة، مبينًا أنها هشة وسهلة التكسر ولا يمكن تكونها مرة أخرى في حالة تلفها أو تدميرها، مؤكدًا أن هذه المكونات الطبيعة لا تقدر بثمن ومشددًا على أهمية رفع مستوى الوعي للمحافظة عليها. وتعمل الهيئة على تنظيم رحلات تدريبية لطلبة وطالبات الجامعات والمختصين في مجالات الأبحاث ذات العلاقة، من ضمنها تنظيم رحلة جيولوجية لكهف الطحالب الخضراء، في منطقة الصمان، شمال شرق مدينة الرياض، بمشاركة عدد من الأكاديميين، وطلاب كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود وعدد من الإعلاميين. واطلع الوفد على عدد من الدحول، والكهوف، واستمع إلى محاضرة، تناولت أهمية الكهوف اقتصاديًا وأكاديميًا وسياحيًا وتاريخيًا، وضرورة المحافظة على مكوناتها والعناية بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *