الدولية

لا نرغب في حرب مع أثيوبيا.. وملف “السد” معقد

البلاد – مها العواودة

لا تزال الأجواء محتقنة بين الجارتين السودان، وإثيوبيا، على خلفية التوترات الحدودية وملف سد النهضة، إذ أعلنت الخرطوم رفضها لسياسية الأمر الواقع التي تنتهجها أديس أبابا فيما يخص السد، بينما أكد الطرفان عدم لجوئهما لخيار الحرب وحل الصراع الحدودي عبر الحوار السياسي. وأجمع مسؤولون وسياسيون سودانيون وأثيوبيون، على أهمية نزع فتيل الأزمة بينهما، إذ تجمعها أواصر الجوار وعلاقات تاريخية، وقال وزير الثقافة والإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح لـ”البلاد”: إن السودان ليس لديه تفسير عن الموقف الأثيوبي، وأنه بذل كل جهد ممكن لتحسين العلاقات مع إثيوبيا.

وأضاف: “نعتبرها دولة صديقة ولدينا معها علاقات تاريخية، وفي هذا الإطار حاولنا مرارا وتكرارا أن نحل بشكل ودي وعبر الحوار والعلاقات الدبلوماسية على أن يتم وضع حد لمسألة التعديات التي تقوم بها قوات إثيوبية ومجموعات سكانية إثيوبية على مناطق سكانية وزراعية داخل الحدود السودانية، واشتركنا في عدد من الاجتماعات للجنة الحدود المشتركة واسترشدنا فيها في عدد من الاتفاقيات الدولية والثنائية التي تنظم خط الحدود بين الدولتين ومنها اتفاقية ١٩٠٢ واتفاقية ١٩٧٢ إلى جانب محاضر الاجتماعات المشتركة”. وأشار صالح إلى أن السودان سعى عبر هذه الاجتماعات للاتفاق على عملية ترسيم الحدود على الأرض بوضع علامات ثابتة ومعروفة طبقا لما هو موجود في الوثائق والمستندات، إلا أنه قوبل بمماطلة وتسويف من الجانب الإثيوبي ثم تحركات على الأرض لطمس معالم الحدود والتوغل والاستيطان داخل الأراضي السودانية، منوهًا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعا في وتيرة الاعتداءات من قبل القوات الإثيوبية على المواطنين والمزارعين السودانيين، الأمر الذي دفع القوات المسلحة السودانية بالتصدي لهذه الاعتداءات وإعادة نشر القوات على معظم الأراضي السودانية في تلك المنطقة لتأمينها وتأمين المواطنين السودانيين.

واستطرد صالح قائلا: “موقف السودان ثابت وهو أننا لسنا دعاة حرب ولا نرغب في أي حرب مع أثيوبيا أو مع أي بلد آخر ونهتدي بالاتفاقيات والوثائق الموقعة بيننا، واستناداً عليها نحن مستعدون للحوار مع السلطات الإثيوبية في وضع العلامات وتأمين الحدود بجهد متساوٍ من الجانبين”. وتابع” قضية الحدود محسومة بالنسبة لنا ونتفاوض في جزئية الترسيم فقط، أما سد النهضة فالقضايا فيه أكثر تعقيدا وبها جوانب فنية وسياسية ولذلك لدينا فرق متعددة الخبرات تعمل في هذا الملف، ورغم أن المفاوضات توقفت بسبب مماطلات من الجانب الاثيوبي إلا أننا جاهزون لاستنطاقها بشرط تغيير المنهج الذي تعمل به”. من جانبه، يرى السياسي السوداني رئيس حزب الأمة مبارك عبد الله الفاضل المهدي، أن أثيوبيا تدفع نحو التصعيد، ولكن الأفضل لها البعد عن الحرب، لأنها تمر بمرحلة تمزق بسبب الصراع الداخلي، مؤكدا أن الحرب ليست في مصلحة البلدين وحال نشبت ستخلف أزمة إنسانية واقتصادية كبيرة.

فيما قال الكاتب والمحلل السياسي الإثيوبي أنور إبراهيم، إن الأمور تتجه نحو التصعيد إن لم يتم معالجتها بأسرع وقت عبر الحوار، مشيرا إلى أن ربط الملف الحدودي بالتحركات في ملف سد النهضة يعمل على تأجيج الصراع بين أثيوبيا والسودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *