اجتماعية مقالات الكتاب

راحلون أثّروا في حياتي

ما أجمل أن ترحل من هذه الحياة الفانية وأنت مذكور بالخير وأثرك باق ودائم حاضراً في أذهان من يقدرون الجميل ويصل الأمر بهم أن يجعلوه ديّنا في رقبتهم يعجزون عن سداده .

في مراحل حياتي المختلفة في الزمان والمكان أحتفظ بكثير من الجميل لمثل هؤلاء الراحلين الذين تركوا عندي وعند الكثير ممن عرفهم جميل الأثر وصادق العمل الذي أحسب أنهم فعلوه لوجه الله لا يريدون جزاءه إلا من الله الكريم.

الوالد والصديق مسيفر علي البراهيمي أول من يكتنز القلب والعقل ذكراهم وأثرهم المبارك فقد كان نعم الرفيق والموجه والمرشد للطريق الصحيح خاصة أنني كنت في بداية مرحلة المراهقة والشباب المندفع فكان شديد الحرص عليّ خاصة في أمور ديني ودراستي وعلاقتي بالآخرين وهذا ليس بغريبٍ على “أبو علي” كما كنا نطلق عليه كذلك كان سخياً مع الجميع ومضيافاً والابتسامة لا تفارق وجهه حتى في أحلك الظروف ، رحل صديقي أبو علي في شهر رمضان وهو صائم وكأن الله حقق أمنيته التي كانت على لسانه. عواد سليمان السميري الأخ والصديق الذي وقف معي في كثير من المواقف وكان سنداً وعوناً لي وصاحب رأي سديد وحكمة وذا أخلاق رائعة وأدب جم وسخاء وكرامة لكن القدر لم يمهله كثيراً فقد توفي في ريعان شبابه تاركاً خلفه سيرة رائعة وأثرا جميلا يذكر به دائما، وسامي الابن الوحيد له الذي عندما ألمحه أرى ذكرى عواد فيه وإن شاء الله أنه خير خلف لخير سلف.

ومن الراحلين الذين لهم في داخلي الكثير من الذكرى والأثر الطيب الصديق المهندس محمد بن راشد العطوي رئيس بلدية أملج سابقاً هذا الرجل الذي عرفته وألفته قبل أن ازامله في العمل شخصية يندر وجودها محب للخير كريم السجايا راقي الأدب طيّب المعشر حريص على لم الشمل والوصال والتواصل .. قلبه يتسع ويسع الجميع محب للخير وإصلاح ذات البين ، ذكره دائماً مرتبط بالخير لأنه فعل الخير ، رحم الله أبا راشد وأبقى راشداً وإخوانه على داره.

الشهيد اللواء عوده معوض البلوي الذي قدم روحه الزكية فداء للدين والوطن كان وما زال ذكره وأثره حاضراً بالخير فقد كنت عندما التقيه أو أتصل به اجده حريصاً على جلب الخير لي ومساعدتي وعندما أقصده بأمر لا يتأخر وهذا ولله الحمد ديدنه مع الجميع، عزاؤنا في محمد وإخوته الاعزاء الذين ورثوا سيرة عطرة وأثراً باقياً إن شاء الله.. وليس آخر الصديق الغالي العم علي عطيه النزواي صاحب الخلق الجميل والمواقف المشرفة والكرم الكبير والبيت المفتوح للجميع .. ذكريات جميلة ورائعة ومشرفة تختزنها ذاكرتي عن هذا الرجل العظيم ومواقف مشرفة معي لا تُنسى وإن شاء الله رائد وإخوته سائرون على خطاه. اسأل الله أن يغفر لهم جميعاً وأن يرحمهم وأن يسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة وجميع موتانا وموتى المسلمين وأن يجزيهم عني خير الجزاء وأن يجعلنا ممن يذكرون بالخير وأثرنا طيب.
manjaber@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *