الدولية

صراع مكتوم بين أردوغان وقيادة الجيش

القاهرة – عمر رأفت

يحاول النظام التركي تعزيز أجهزة الأمن والاستخبارات على حساب الجيش الذي لا يثق في ولائه، حال اندلاع تظاهرات واحتجاجات محتملة ضد حالة القمع المتوسع نطاقها يومًا بعد يوم، ونتيجة لذلك بدأت نذر صراع مكتوم بين أردوغان ووزير دفاعه خلوصي أكار.
وأكد تقرير نشره موقع “بولد” أن النظام الحاكم أقدم على عديد من الخطوات لتغيير التوازنات الداخلية لصالحه من أجل الحفاظ على نظامه، أهمها تعزيز أجهزة الأمن والاستخبارات في مقابل القوات المسلحة.

وفسر التقرير سبب هذه الخطوة بأن أردوغان يستهدف إضعاف القوات المسلحة؛ وذلك لأنه غير متأكد من الموقف الذي ستتخذه في حال اندلاع تظاهرات واحتجاجات محتملة ضد حالة القمع المتوسع نطاقها يومًا بعد يوم، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة جراء التداعيات السلبية الناجمة عن فيروس كورونا. ويحاول نظام أنقرة بعث رسائل إيجابية إلى كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة، لكن التقرير يشدد على أن بروكسل سوف تحدد موقفها من “تركيا” بحسب المواقف الذي ستتخذها واشنطن تحت قيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته، لافتًا إلى أن أهمية وزير الدفاع المسيطر على القوات المسلحة تبرز في هذه النقطة بالضبط، نظرًا لتمتعه بعلاقات جيدة مع الإدارة الأمريكية وصلته المستمرة مع البنتاجون.

واعتبر التقرير إعلان أكار مؤخرًا عن شروع الحكومة التركية في المفاوضات مع روسيا لشراء دفعة جديدة من صواريخ أس 400 يستهدف الدفع بالولايات المتحدة إلى تشديد موقفها تجاه أردوغان، وتأكيد أهميته لتقوية موقفه في المساومات التي سيجريها مع الجانب الأمريكي، إلى جانب إجباره على اختيار سياسات أكثر اعتدالًا، وذلك بهدف تغيير التوازنات الداخلية والدولية لصالحه.

وبحسب التقرير، فإن هدف أكار الآخر من الكشف عن بدء النظام في التفاوض مع موسكو لشراء دفعة جديدة من صواريخها هو لفت الأنظار إلى حالة اليأس وقلة الحيلة التي وقع فيها بين كماشتي المحورين الأمريكي والروسي بسبب سياساته ، وانتهى التقرير إلى الإعلان عن مخاوف من سعي أردوغان نحو إنشاء كيانات مسلحة موازية تدين بالولاء لشخصه وحزبه الحاكم على غرار الحرس الثوري الإيراني، بعد الخطوات التي يتخذها من أجل إضعاف القوات المسلحة تحت رئاسة أكار من جانب، وتعزيز الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الواقعة تحت سيطرته من جانب آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *