منذ أن تم إقرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب لدينا في الدوري السعودي، ونحن نعيش تطورا مذهلا من خلال تقارب النتائج والمستويات بين كل الفرق.
لم يعد لدينا مباريات نعرف نتائجها قبل بدايتها؛ مثلما كنا قبل عدة مواسم، حينما كان يلعب على سبيل المثال الهلال أو النصر أو الاتحاد أو الأهلي أو الشباب مع أي فريق آخر وتذهب كل التوقعات لأحدهم، وربما كان الكثير من الجماهير لا يتابعون تلك المباريات بحكم أن النتيجة معروفة مسبقا؛ نظرا لفارق الإمكانات.
اليوم تغيرت المعادلة، بل وتغيرت كل الصور النمطية عن الدوري والفرق بعد زيادة عدد اللاعبين الأجانب، وتغيرت المعادلة وتساوت الكفة حينما دعمت الدولة كل الأندية بدعم متساوٍ، وبه أصبحنا نشاهد تقاربا كبيرا جدا في مستويات الأجانب في كل فريق، واختلفت النتائج وانقلبت الموازين وغابت التوقعات التي كانت تذهب للفرق الكبيرة.
إننا اليوم، وبقدر فرحتنا بدعم الدولة، رعاها الله، وتواجد اللاعبين الأجانب وارتفاع مستوى الإثارة والندية بين كل الفرق ، إلا أننا نحزن ونشعر بالألم حينما نفتقد للمواهب الشابة الذين كانت تفرزهم الأندية بتمثيل الفرق والمشاركة والاحتكاك مع النجوم الكبار، ونراهم نجوما مثلما نرى اليوم الكثير من زملائهم نجوما يشار لهم بالبنان.
إن الفرق، وبعد الدعم المالي الكبير من الدولة تبحث عن تحقيق الانتصارات بلاعبين نجوم كبار أجانب ومحليين، ولا يوجد أي ناد يملك مدرب لديه الجرأة لتصعيد لاعبين شباب، وربما بيننا أكثر من مدرب جريء ومستعد لذلك، ولكنه يعرف أن إدارته لن تستطيع الصبر والنتائج قد تكون مخيبة، وعلى إثرها تتم إقالته؛ لذا سيعتمد على الجاهز ويتجاهل المستقبل من أجل (أكل العيش).
وعلى طاري اللاعبين الشباب وغياب فرصة المشاركة بين الكبار، لازلت أسأل والكثيرون يسألون ذات الأسئلة الموجهة لاتحاد كرة القدم.. ياترى لماذا لم نبدأ في الدوري الرديف؟! لماذا في كل موسم نتجاهل مواهبنا والحلول بأيدينا؟! هل مسؤولو الاتحاد يعرفون عدد اللاعبين في منتخب الشباب والناشئين الذين بحاجة لفرصة اللعب ولم يجدوها حتى الآن؟! هل يستشعرون خطورة مايحدث وانعكاساته على منتخبنا الأول ..
بل حتى على مستوى الفرق؟