رياضة مقالات الكتاب

العويس ليس وحيدًا

مارك فيدوكا، لعب في نهاية مشواره في نادي ميدلسبره بعقد كبير مقارنة بميزانية وموقف النادي المالي، وفي إحدى المباريات تم استبداله في الشوط الثاني وسط صيحات الاستهجان من الجمهور، عندما انتهت المباراة خرج اللاعبون إلى موقف السيارات، وبدأت أحد المتفرجين الصياح بصورة عنيفة تجاه فيدوكا قائلاً: (أنا أدفع رواتبك) ، فتوجه إليه فيدوكا ماداً يده مصافحاً وقال: “لابد أنك رجل جداً ثري لتدفع راتبي العالي”، ومضى وتركه دون أن يقول كلمة أخرى، ومقابل الموقف الذي وقع مع الكابتن محمد العويس، أو قبله مع لاعبين آخرين مع المدرج، قد يكون موقف فيدوكا بسيطاً.

احتكاك المشجع مع اللاعب قد يكون منطقياً (عن بُعد غالباً) لذلك فاللاعب مُطالب بضبط النفس، وهو أمر يأتي كجزء من مهنته مثل المغني أو الفنان، فرغم متعة وجمال العمل والمردود المادي والشهرة التي تأتي من اللعبة، إلا أن لها سلبيات لابد من تحملها، وليس هناك تهاون فيها سواء من قبل إدارة النادي أو اتحاد اللعبة، وأحدها التعاطي مع المدرج، وهذا ما قد يندرج تحت مسمى (مخاطر المهنة)، فمهما حصل من الجمهور لا تستطيع أن تتحول إلى إيريك كانتونا، وتضرب مشجعاً أو تتسلق الجدار بالطريقة التي رأيناها من الكابتن محمد ، وفي نفس الوقت فإن أي طرح تجاه حالة الكابتن محمد العويس، ما لم يشمل جميع الأطراف وتقييم ما قاموا أو لم يقوموا به بما يتناسب مع موقفه، فهو طرح ظالم ومنقوص.

الطرف الثاني في القضية يتحمل مسؤولية أكبر تجاه تصرفه، فكيف بشخص يمثل إدارة ناد عريق؛ مهما كان منصبه أن ينجرف في جدال شفهي مع أحد اللاعبين في أرض الملعب وأثناء سير المباراة؟ أليس من المفترض بجميع من يمثلون إدارة أي منشأة أن يعكسوا صورة احترافية عنها؟ الطرف الآخر هم حكام المباراة ومراقبها، فالمفترض أنهم وبمجرد ملاحظة مثل هذا الشد مابين اللاعبين أو أحد أفراد الجهاز الفني للفريق وشخص آخر في المدرج، خصوصا في ظل وضوح مايقال .. أليس من صميم مسؤولياتهم الحرص على منع حدوث التجاوزات التي لا تحمد عقباها، وحماية جميع الأطراف بدلاً تهديد اللاعب بالطرد؟ وأخيراً أنتقل إلى أمن الملعب.. أليس من صلاحياته إبعاد أي شخص قد يتسبب في حدوث مشكلة ما، داخل المنشأة، فلماذا لم يقم بهذا الأمر؟
هنالك حدود لما يجب أن يقوله الجمهور، ولما يجب أن يصبر عليه اللاعب، وهناك عدد من النقاد يرون أن للاعب الحق في إبداء عدم رضاه عن بعض الآراء المبالغ بها من الجماهير، التي لا تأخذ في اعتبارها أي ظروف يمر بها، ولكن لابد من أن يعرف اللاعب متى يتحدث، و كيف يوصل رسالته، بدون مصادرة حقه في الرد؛ لأنه أصبح أكثر انفتاحاً تجاه ما يقال عنه.

بُعد آخر
مؤسف أن ترى بعض الإعلام يلقي بالجزء الأكبر من اللوم على العويس (لا أبرر له بل إنني أرى ما فعله مشيناً وأذكره أن هنالك لاعبين في المملكة وخارجها تعرضوا لما هو أسوأ) ولكن أن تؤنبه أشد التأنيب، وتقول للطرف الآخر: (عيب يا بابا .. خلاص لا تعيدها ثاني) أمر مشين أكثر من الموقف الذي حصل.
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *