البلاد – هاشم آل الهاشم
ضاعفت الولايات المتحدة قضبتها على الكيانات المرتبطة بإيران، معلنة أمس (الأربعاء)، فرض عقوبات جديدة على 3 أفراد و 16 كيانا مرتبطا بنظام الملالي، قاصدة بذلك قص أجنحة طهران، وتحجيم إرهابها في مختلف دول العالم. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، إنها فرضت العقوبات الجديدة على الجهات المرتبطة بتعاملات مباشرة مع إيران، ما يؤكد أن واشنطن ساعية للتضييق أكثر على نظام الملالي لوقف تمويله للإرهاب.
ويسير نظام الملالي على خطى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق بتدمير المواقع التاريخية في إقليم الأحواز، إذ هدم الحرس الثوري الإيراني موقع “جوبجي” الأثري الذي بني في العصر العيلامي قبل 3500 سنة في مدينة رامز بمحافظة الأحواز الشمالية (خوزستان). وقال مركز دراسات DUSC، إن النظام الإيراني له تاريخ طويل من التخريب الثقافي خصوصا في الأحواز، حيث دمر وهدم العديد من المواقع الأثرية التي يعود تاريخ بعضها إلى آلاف السنين، موضحًا أنه عام 2018 دمرت شركات النفط والغاز الحكومية أيضا قرية “تل برمي” التاريخية التي يعود بناءها إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد. واعتبرت المحامية الأمريكية إيرينا تسوكرمان، أن هدم المواقع التاريخية يشكل محاولة لإبادة جماعية ثقافية ومحو للهويات، ما يمثل انتهاكا للمعايير الدولية، مضيفة أنه ينبغي لليونسكو أن تتخذ إجراءات ضد إيران بسبب ممارساتها البربرية التي تجعلها أشبه بداعش وطالبان، كما يجب أن يعامل النظام الإيراني تماما مثل هذه المنظمات الإرهابية. وأكد مواطنون من إقليم الأحواز العربي الذي احتلته إيران عام 1925 وتنتهج ممارسات عنصرية ضد سكانه العرب لمحو هويتهم وطردهم من ديارهم ومزارعهم، أن التراث الأثري والمعماري الغني للأحواز يعاني من الدمار والتدهور والإهمال، مستنكرين اعتداء السلطات الإيرانية المدمر على تراث المنطقة، مشيرين إلى أن سلوك الملالي ليس تطورًا جديدًا، بل جزء من سياسة ثابتة وممنهجة للنظام.
ودمرت الحكومة الإيرانية، العديد من المواقع التاريخية في الأحواز، مثل القلاع والقصور والبيوت القديمة، إضافة إلى دور عبادة وجسور ومقابر وأسواق، بينما يؤكد علماء الآثار والمؤرخون الأحوازيون تصميمهم على محاربة تدمير تراثهم وآثارهم الثقافية.
يأتي هذا، فيما انتهاكات النظام الإيراني بحق الشعب العربي الأحوازي الذي يرزح تحت الاحتلال الفارسي لنحو قرن، تتواصل، وتتنوع بين القتل خارج إطار القانون وتعطيش القرى الأحوازية واعتقال القصر.
ويحاول نظام الملالي تغيير تركيبة السكان في الأحواز، عن طريق تهجير السكان الأصليين بقطع المياه عن قراهم، حتى لا يتمكنوا من زراعة أراضيهم، وهي ممارسة تتم بشكل ممنهج، خاصة في منطقتَي “الغيزانية” و”الحفير” الغنيتين بالنفط، لإفقار وتجويع الأحوازيين، رغم الثروات الطبيعية والأنهار التي تجري في الأحواز المحتلة.