جدة ـ عبد الهادي المالكي
حصدت محافظة الطائف نصيب الأسد من حجم السياحة الداخلية في المملكة، وذلك لما تتميز به من مناخ معتدل مع إطلالات طبيعية خصوصاً في منطقتي الشفا والهدا والجاذبتين للزوار والسياح على المستويين المحلي والدولي ، وتشهد المنطقة هذه الأيام زوار شتاء السعودية مع تنفيذ الإجراءات الاحترازية.
وتشتهر الطائف بالأماكن السياحية المتميزة مثل المتاحف والحدائق والأسواق الشعبية ومزارع الفواكه والورد والزهور العطرية، إلى جانب الأماكن السياحية الثقافية كسوق عكاظ الذي عملت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على تطويره عبر تنظيم مهرجان سوق عكاظ خلال السنوات الماضية وهو يحمل اسم واحداً من أهم الأسواق القديمة والأكثر شعبية في تاريخ الجزيرة العربية في عصر الجاهلية وصدر الإسلام، وهو بمثابة منتدى المثقفين والشعراء ومختلف الفنون.
تعد منطقة الشفا بمحافظة الطائف من أجمل وأشهر المواقع السياحية بالمملكة، حيث يقصدها السياح من المملكة والخارج ، وهي من أجمل وأروع المناطق السياحية في المملكة. ويتميز الشفا بكثرة جباله الشاهقة التي تنحدر تدريجياً نحو الشرق والشمال في حين تنحدر بشدة وبشكل عمودي أحياناً باتجاه الغرب والجنوب الغربي أي باتجاه سهول تهامة ومن أشهرها جبل دكا ويبعد 28 كيلو متراً عن مدينة الطائف وجبل دكا وهو ثاني أعلى قمة في المملكة. وتكثر الأودية بين هذه الجبال وهي شديدة الخصوبة تكثر فيها الأشجار وتنتشر المزارع الخضراء وتنتج أفضل أنواع الفواكه والخضراوات.
ونظراً لكثرة تلك الأودية وخصوبة تربتها فإن من أهم الحرف في المنطقة الزراعة وهي تعتمد على الأمطار والمياه السطحية المتمثلة في حفر الآبار، ومن أهم المنتوجات الزراعية الرمان والعنب والتين “الحماط ” والتين الشوكي ويسمى أيضاً بالبرشومي. وتشتهر المنطقة بالورد الطائفي الذي يستخرج منه دهن الورد بعملية التقطير وهو من أجود وأغلى العطور في العالم، إضافة إلى المنتوجات الزراعية فإن المنطقة تشتهر بتربية الأغنام والنحل فتنتج أجود أنواع العسل والذي هو شفاء كثير من الأمراض ومن أنواعه العسل الصيفي وعسل السدر وعسل الطلح. كما تشتهر المنطقة بالسمن الشفوي وهو معروف ويعمل بنكهات مختلفة مثل السمن بالريحان والسمن بنكهة الضيمران وهي شجرة طيبة الطعم وزكية الرائحة تنبت في الأودية والجبال. وتتميز منطقة الشفا بالأجواءالجميلة المعتدلة.
وتشتهر المنطقة بالسحب والضباب الكثيف الذي يضفي جمالاً وسحراً على طبيعة المنطقة وتهطل الأمطار على المنطقة مما يزيد الجو جمالاً واعتدالاً، وتنتشر في منطقة الشفا العديد من الآثار والمواقع القديمة والتي تدل على عراقة هذه المنطقة وحضارتها التاريخية ومنها القلاع والحصون الأثرية والمنتشرة في كل قرية وهي تتوسط قرى قديمة حصينة جداً مبنية من الحجر ويصل عرض جدرانها “المدماك ” إلى مترين وتسقف بأخشاب العرعر المنتشرة في المنطقة، ويوجد في منطقة الشفا بعض السدود ومن أشهرها سد وادي عرضه “سد قريقير” وسد اللصب ويقع شمال شرق سد عرضة كما يوجد سدود صغيرة منتشرة بين الوديان مثل سد ماسل وغيرها. وتنتشر في الشفا حاليا عدد من المنتجعات والمدن الترفيهية المتنوعة الأحجام، إضافة إلى الأسواق الشعبية ، وخلال هذه الأيام يغطى الضباب مرتفعات الهدا ويرسم صورة بانورامية تستقطب الزوار.