المحليات

قمة العلا «قابوس – صباح» تعزز متانة العلاقات الخليجية

البلاد ـ خاص

حظيت مخرجات القمة 41 لدول مجلس التعاون الخليجي المقامة في محافظة العلا بردود فعل عربية وإسلامية ودولية إيجابية نظير النجاح الذي تحقق مدعوما بالمصالحة الخليجية والعناية الفائقة بضمان وحدة الصف واستمرار التعاون في طريق الوحدة، خاصة وأن مجلس التعاون الخليجي التجمع المبارك ظل صامدا في وجه التحديات لما يزيد على أربعة عقود، حيث حال اهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان دون أن يتأثر بالخلافات العابرة وظلت المملكة حريصة على اللحمة الخليجية بعد أن رسمت استراتيجية عملية تؤدي لاتحاد كامل يؤدي هو الآخر لحفظ أمن واستقرار المنطقة مثلما يؤدي لإحياء أمل الوحدة العربية بما يحقق تطلعات الشعوب وهو الهدف ذو الأولوية لدى القيادة السعودية.

قمة العلا التي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين من باب الوفاء والعرفان قمة “السلطان قابوس والشيخ صباح” جاءت في ظروف تستوجب التكاتف نظير التحديات القائمة في منطقة مستهدفة إقليميا بشكل جلي وواضح من قبل قوى استعمارية اختارت دعم الإرهاب ومحاولة تصدير الفوضى لتفتيت شعوب الدول العربية بغض النظر عن الجنس والمذهب ولا أدل على ذلك من استماتة النظام الإيراني لإحداث الضرر حتى بات نظام الملالي يؤثر تبذير أموال الشعب الإيراني لتغذية منظمات إرهابية وميليشيات تخريبية تعمل جاهدة لتقويض أمن واستقرار العرب أينما كانوا قبل ان تلتفت المملكة للمشروع الإيراني الساقط تحت اقدام الوعي السعودي وما نتائج فوضى ما سمي بالربيع العربي عنا ببعيدة.

لقد جسد حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبيل انعقاد القمة وحديثه – حفظه الله – في الكلمة الافتتاحية الرؤية الصادقة للعمل الخليجي العربي في مواجهة التحديات والاخطار وهو السبب الرئيس للحرص المستمر من قبل قادة المملكة لعدم تمكين الأعداء من ضرب الوحدة الخليجية والعربية والإسلامية ولهذا خرجت القمة الخليجية بتوافق غير مسبوق نظرا للقناعة الصادقة بأهمية التماسك في وجه المخططات لتفويت الفرصة على الضامرين شرا بشعوب المنطقة.

نجحت قمة الخليج وتوالت الاشادات من كل حدب وصوب بالقدرة على بقاء مجلس التعاون الخليجي شامخا قويا قادرا على صد المؤامرات في سبيل استمرار التنمية لأن الخليجيين لا يلتفون الى ما عدا الأمن والاستقرار والتنمية متسلحين بالمروءة والنخوة وإرث الآباء والاجداد بعد الاعتماد على منهج قويم قوامه التمسك بالمبادئ السامية وعلى رأسها المنهج الإسلامي الصحيح ولا شيء يثنيهم عن تحقيق مقاصد نبيلة تدور في فلك حماية الانسان وتوفير اقصى درجات الرفاهية.

وبالنتائج التاريخية لقمة العلا، انطلقت مرحلة مهمة في مسيرة مجلس التعاون الخليجي، مرتكزة على رصيد ضخم من الإنجازات ، ومحققة قوة دفع نوعية لملفات التعاون والعمل المشترك ، واستشراف دقيق للتحديات الأمنية الكبيرة التي تشهدها المنطقة ، مستلهمة مضمون ومقاصد الرؤية الصادقة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – والتي تؤسس لاستراتيجية شاملة ترسخ استقرار وتقدم الكيان الخليجي من خلال التكامل المنشود بين الدول الأعضاء، ودفع المسار الطموح نحو المزيد من الإنجازات وتلبية تطلعات شعوبه الشقيقة في مختلف المجالات، كما تستهدف الرؤية السديدة ، صون وحدة الصف وزيادة التأثير عالميا على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية ، انطلاقا من إيمانه العميق – أيده الله – بثقل الكيان الخليجي ودوره في المنطقة والعالم، وضرورة العمل على استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية، والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، وبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة للمجلس تحفظ مصالحه ومكتسباته وتُجنّبه الصراعات الإقليمية والدولية.

فالملك سلمان بن عبد العزيز، يحظى بمكانة كبيرة لدى قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويحملون له التقدير البالغ ، لحكمته العالية وجهوده المخلصة وأدواره ومواقفه التاريخية لتعزيز استقرار ومنعة المجلس وصون أمن دوله الأعضاء والذود عن مكتسباته ، باعتباره القلب في منظومة الأمن القومي العربي والتصدي لكل مايحاك ضد الأمة من خطط ومؤامرات تخريب.
وفي قمة العلا “قمة السلطان قابوس والشيخ صباح” التي ترأسها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نيابة عن خادم الحرمين الشريفين – حفظهما الله- تجلت كل هذه الأهداف الطموحة في وحدة الصف لجميع دول المجلس ودفع خطوات الإنجاز واستشراف المستقبل، وقد تجسدت الإرادة القوية في البيان الختامي و”إعلان العلا” ، وما أكد عليه سموه بتحقيق التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دول وشعوب المجلس والأمة، ويخدم آمالها وتطلعاتها، حيث أكد سموه على ركائز ومنطلقات هذه المرحلة الدقيقة وتحدياتها الخطيرة بقوله : نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، خاصة التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ الباليستية ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يضعنا أمام مسؤولية دعوة المجتمع الدولي للعمل بشكل جدي لوقف تلك البرامج والمشاريع المهددة للسلم والأمن الإقليمي والدولي.

لقد عكست نتائج وتوصيات هذه القمة التاريخية ، نهج المملكة بقيادتها الحكيمة وسياستها الرشيدة في توفير كل سبل الدعم لمسيرة مجلس التعاون والحرص على توطيد الأواصر مع كافة الدول الشقيقة لتحقيق المصالح العليا عنوانها “مجلس خليجي موحد قوي.” وقد أكد سمو الأمير محمد بن سلمان على ذلك في كلمته أمام القمة :”علينا جميعاً أن نستدرك الأهداف السامية والمقومات التي يقوم عليها المجلس، لاستكمال المسيرة، وتحقيق التكامل في جميع المجالات”
ومواكبة لهذه المرحلة الجديدة لمسيرة المجلس ، يتوالى الترحاب والاستبشار من الشعوب بحاضر خليجي مفعم بالتعاون وخطوات مشتركة ترسم معالم مستقبل يليق بمكتسباته وطموحاته ودوره اقليميا وعالميا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *