لن يكون يوم الخميس المقبل، يومًا عاديًا على جميع
جماهير الأندية؛ لكونه يوم كشف الحقائق، وكشف قيمة العمل المالي داخل الأندية، وقدرتها على تعديل أوضاعها الفنية، أو تحملها التام
لاختياراتها ” الصيفية ” وتكملة المشوار بها.
فمنذ إقرار شهادة الكفاءة المالية التي تخول الأندية التي تحصل عليها بأحقية القدرة على التسجيل والتعديل في الفترة الشتوية المقبلة.
وأغلب الجماهير الرياضية وضعت أيديها على قلوبها، خصوصًا في الأندية التي فعلاً تستحق إضافة عناصر على فرقها؛ إما لتعديل ” العك ” التعاقدي أو لزيادة الجودة الفنية، أو ” لترقيع الخانات التي كانت تعتقد أنها لا تحتاج إضافات، فكل الطموحات ستتكسر عند جماهير الأندية التي لن تحصل على هذه الشهادة وتصبح إداراتها تحت الضغط إذا كانت فعلاً تحتاج إلى التعديل الشتوي.
وبعيداً عن قوة القرار وحيثياته التي تتبنى تنظيما عالي المستوى ، وشفافا، وخصوصاً في المعايير المالية للأندية والتوازن الحقيقي في الإيرادات، والمصروفات، التي ستبعدنا عن “فضائح الفيفا ” التي أثرت كثيراً على سمعة الرياضة السعودية بالماضي القريب، وتعديل واقعي للعبث الذي كان يحدث داخل المنظومات الرياضية، وخصوصاً في مزاجية التعاقدات وسهولة فكها.
مثل هذه القرارات أعطت إدارات الأندية درساً مستقبلياً لتجعلها في المستقبل القريب العاجل جداً، أكثر حرصاً على تعاقداتها من حيث الجودة، وبنود العقد والشروط الجزائية وحسن الاختيار وواقعية المعطيات وستجعل الطموحات واضحة بعيداً عن التصاريح الرنانة التي يرتفع معها سقف الطموح عند الجماهير، التي ستكون هي في الوقت نفسه أكثر واعياً وإلماماً بأدق التفاصيل داخل أنديتها، وتحديداً الأمور المالية التي كانت غامضة كل الغموض في الفترات السابقة.
نعم، كنا بحاجة لمثل هذه القرارات القوية لتعديل المسار ووضع اللبنات الأساسية لخصخصة الأندية، وكذلك جعل الشفافية هي من تتحدث عن قدرات الأندية وقوتها المالية والاستثمارية، وخصوصاً في موضوع الديون، وتراكمها التي تجاوزت أرقامها حدا لا تقبله القدرات العقلية.
نعم كنا بحاجة لمثل هذه الشهادات للبناء الصحيح والمنطقي والتعايش معه بواقعية مطلقة، بعيداً عن الأحلام والبناء على الأوهام، فالكثير للأسف قد يحمل الكيانات مالا تحتمل؛ لتكون هي في النهاية ضحية الإخفاقات.
نعم، كنا بحاجة لمثل هذه الشهادات للمحافظة على المكتسبات وتجنب الأهواء والمجاملات في فك الارتباطات، وعدم المبالغة في أسعار التعاقدات.
نعم، كنا بحاجة لمثل هذه القرارات لمعرفة جودة عمل مجالس الإدارات مع دعم الدولة الفياض.
بقعة ضوء
نعم، نحن بانتظار يوم ” الخميس ” الذي نتمنى أن لا نجد أي استثناءات داخله.