كتبت في السابق سلسلة من المقالات عن كورونا ، ولمست تفاعلاً كبيرًا من أفراد المجتمع والمحيطين وردود أفعال ايجابية، وخصوصًا أنها تناولت “الهم الإنساني” والتداعيات التي خلفتها جائحة كوفيد-١٩.
ومنذ الإعلان عن التوصل إلى لقاح يحمي البشرية من الفيروس المزعج بدأت شائعات المشككين تنتشر بسرعة البرق ، وهذا الأمر جعل معظم أفراد المجتمعات بما فيها مجتمعنا في حالة توجس إذ حامت حول التطعيم في مواقع التواصل الاجتماعي والمجالس الكثير من الكلام والمخاوف والبلبلة، واستمر الجدال المجتمعي حول الجدوى من اللقاح الجديد وخصوصًا أنه تردد بأن له أعراضا جانبية كثيرة ومخيفة، لا تظهر إلا بعد فترة من استخدامه، ورغم أن المملكة قد اكدت على لسان وزارة الصحة أكثر من مرة أن اللقاح آمن تمامًا، ولا يجلب الضرر لمن يحصل عليه، إلا أن الكثير من الأفراد فضّل التريث في تعاطي اللقاح، والانتظار لحين التأكد من جدواه بملاحظة تأثيره على مَن حصلوا عليه.
وجاء ظهور القائد الملهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – وهو يتلقى الجرعة الأولى من اللقاح ليحمل للجميع رسالة في طياتها العديد من الدلالات القوية والمباشرة، التي تبشر أولًا بقرب زوال الجائحة، رغم وجود تحورات للفيروس ظهرت في بريطانيا وجنوب إفريقيا، كما تعكس ثانيًا مأمونية اللقاح الذي اعتمدته وزارة الصحة ، مما منح وعزز الثقة في نفوس جميع أفراد المجتمع.
وتؤكد خطوات ومبادرات المملكة خلال تعاملها مع فيروس كورونا المستجد، منذ ظهوره في المملكة في شهر مارس الماضي، وحتى اليوم، أنها مملكة الإنسانية بلا أدنى شك، وأن الإنسان هو الهدف الأول والأخير من أية مبادرة تسعى للتخفيف عن كاهل الجميع تحديات الجائحة وعواقبها ، فرغم التداعيات الكبيرة لهذه الجائحة إلا أن المملكة ظلت مستمرة ومتواصلة في مبادراتها التي استهدفت المواطنين والمقيمين معاً، فشكراً لقيادة جعلت الإنسان أولاً، ولنا أن نفخر والشعب السعودي يثبت قدرته يوماً بعد يوم على تجاوز الصعاب والتحديات بإرادة لا تنكسر وعزيمة تدعو للفخر.
واخيراً.. سعدت جداً بخبر اندفاع المواطنين والمقيمين نحو تطبيق الصحة لأخذ لقاح “كورونا ” مما يجسد وعي المجتمع بأهمية هذه المرحلة ، إذ أكدت الصحة أن اللقاح متوفر لجميع المواطنين والمقيمين بالمجان والحصول عليه اختياريًّا وليس إجباريًّا، والله خير الحافظين.
وسلامة صحتكم،،،
shahm303@hotmail.com