النفاق من الصفات المذمومة التي تغيب عقل الإنسان عن إدراك حقيقة أفعاله وتقديره للمواقف لأنها تجعله يشعر بمزيد من الثقة بالنفس والنجاحات الكاذبة القائمة بالأصل على تبادل المصالح، بالرغم من أنه قد يكون على أرض الواقع غير جدير بإدارة أية أزمة أو اهلاً لأن يكون في مكانته الحالية، وما أكثر المنافقين في حياتنا من الذين يسعون جاهدين لتعزيز الثقة بالنفس كذباً ونفاقاً للتقرب من أصحاب القرارات أو الدخول في علاقات كاذبة لأهدافٍ ما أو في سبيل الحصول على ترقية في العمل أو كسب المزيد من الثقة لكسب انتفاعات بنى على أساسها العلاقة ووجود ذلك الشخص في حياتهم بحجم الدور الذي يلعبه بمجرد انتهاء الهدف نجد أن هؤلاء لم يعد لهم وجود بل وقد يتحول العديد منهم إلى صفوف المهاجمين والأعداء لأنه ببساطة لم يعد هناك ما يمكن أن نقدمه لهم من جديد.
للنفاق أشكال عدة، لكن هناك نفاق من نوع جديد قائم على مدح الأغبياء دون أى هدف، كالنفاق لبعض مشاهير التواصل الاجتماعي خاصة “اليوتيوب” الذي خرج بسببه بعض العاطلين الذين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى مشاهير ذوي أهمية ونجوم بالمجتمع يقدمون النصح والإرشاد بالرغم من أنهم لا يملكون القدرة ، هؤلاء بالأساس استمدوا الثقة بالنفس من هؤلاء المنافقين الذين شكلوا جبهة لمناصرتهم وتأييدهم دون أي هدف واضح فقط لأنهم يقدمون محتوى مبتذلا فارغا من أي معني لكنه يستقطب أكبر عدد ممكن من المشاهدين المراهقين إذا لم يتم وضع ضوابط على موقع “يوتيوب” سيخرج علينا يومياً عشرات المقاطع المقززة والتي تعكس صورة سيئة للغاية عن المجتمع بل وسيستمر هؤلاء في التقدم طالما هناك من يؤيد تلك الأفعال الرخيصة لكسب المزيد من الأموال أو المشاهدات على حساب القيم والأخلاق فالتحول الرقمي الذي نعيشه له أضراره تماماً كفوائده بل يمكن أن تكون الأضرار داخلة أكثر من الفوائد لأنها تصل للمستخدم بشكل أسرع بكثير من المعلومة لأنها تثير حالة من الجدل على أساسها يتم تداولها بشكل أوسع.
Nevenabbas88@gmail.com
NevenAbbass@