متابعات

مناعة ذاتية لدى المتعافين من كورونا

جدة ــ ياسر بن يوسف

ثمة أسئلة تسطع في الافق حول امكانية تكوين جسم المصابين بكورونا دفاعات سريعة في حالة تعرضهم للفيروس مجددا ، خصوصا وأن هناك دراسات تؤكد أن ذاكرة الجهاز المناعي للمصاب تطور دفاعات لحماية الإنسان من الإصابة بالفيروس مرة أخرى .
” البلاد ” التقت مختصين واللذين أكدا أن المتعافين من الفيروس يطورون دفاعات سريعة لحمايتهم من الاصابة بالفيروس ، لافتين في الوقت نفسه إلى اهمية اتباع الإجراءات الاحترازية .
وفي هذا الصدد أوضح الدكتور عبدالوهاب نور ولي الاستاذ في كلية الطب بجامعة المؤسس ورئيس وحدة الطب التجديدي بمركز الملك فهد للبحوث الطبية بجدة: خلصت دراسة أجراها باحثون في جامعة “روكفلر” الأمريكية، إلى أن المتعافين من “كوفيد-19” يطورون دفاعا قويا في حال تعرضوا للفيروس مجددا.

وقال العلماء، بحسب ما نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية؛ إنهم عثروا على أقوى دليل حتى الآن يؤكد أن المتعافين من الفيروس يطورون دفاعا سريعا وأكثر فعالية من المعتاد مع أمراض أخرى.
ولم تتأكد بعد المدة الزمنية التي يحتفظ فيها الجهاز المناعي بذاكرته المقاومة للفيروس، لكن الباحثين يتوقعون أنها تستمر لسنوات ، ويفسر ذلك، بحسب الباحثين، ندرة تسجيل تعرض متعافين للإصابة مجددا، وعندما يصاب الشخص بكورونا، يعمل جهاز المناعة البشرية على شن هجوم متعدد يستهدف الفيروس.  وتمثل الخلايا “التائية” إحدى أشكال الحماية، إذ تبحث عن الخلايا المصابة وتدمرها، في محاولة لاحتواء تفشي الفيروس، أما الخلايا “البائية” فتعمد إلى إطلاق الأجساد المضادة في الدم.
وبمجرد نهاية العدوى في الجسم، يتوقف نظام المناعة عن المواجهة، لكنه يتذكر العدوى بتخزين معلومات عنها في الخلايا التائية والبائية.

وشملت الدراسة 87 مصابا بفيروس كورونا، وقال الباحثون إن الأجسام المضادة تضاءلت، لتنحسر بأكثر من الخمس عن مستوى الذروة خلال ستة أشهر. ولدى فحص الجهاز المناعي لأفراد العينة، لاحظ الباحثون أنه بعد ستة أشهر من الإصابة، تطورت الأجسام المضادة التي تصنعها الخلايا “البائية”، لتصبح أكثر قوة مما سبق. واتفق الدكتور إسماعيل محمد التركستاني استشاري العدوى والمناعة مستشفى مدينة الحجاج مع الرأي السابق لافتا بقوله إلى أنه في الافق هناك بشائر خير، بدأت إعداد المصابين والوفيات في الانخفاض محليا وذلك مقارنة بالاشهر الماضية، زادت إعداد المتعافين، قلت إعداد الحالات النشطة والحرجه. وذلك لتطبيق أقصى التطبيقات الاحترازية ضد الانتشار الفيروسي. نعم، مؤشرات عديدة تدل على ان هناك بارقة امل في انحسار أعداد الإصابات والوفيات. ومن تلك المؤشرات وصول المجتمع (محليا) الى نسبة قد تدل على ارتفاع نسبة مناعة الفرد والمجتمع ضد العدوى وهو مايعرف بمناعة القطيع. نعم، مناعة الفرد كان لها دور هام في ارتفاع مناعة المجتمع في الحد من انتشار الجائحة الكونية وانخفاض أعداد الإصابات اليومية (اقل من مائتي أصابه يوميا) والعدد قابل للانخفاض يوميا (والحمدلله).

هنا، يمكن القول اننا باذن الله على وشك الانتصار في حربنا ضد كورونا وذلك لما ذكرته من أسباب كانت جوهرية. ايضا، كانت نتيجة تطبيق افضل الإجراءات الاحترازية محليا (استخدام الكمامات، التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية) الى جانب وعي المجتمع السعودي التام بتلك التطبيقات.
من جهته أوضح الدكتور اسامة محمد صالح سجيني من منسوبي صحة جدة سابقا إن الاستجابة المناعية هي طريقة عملية في جهاز المناعة البشري، يتعرف من خلالها على الأجسام الغريبة الخارجية، ما يؤدي لإضعاف قوتها ، لافتا إلى أن الجسم البشري يستخدمها للدفاع عن نفسه من العوامل الخارجية التي يمكن أن تضر بالصحة، وتتكون من عمليات دفاعية تتم عبر خلايا متعددة.

واضاف بقوله : يمكن تعريف الاستجابة المناعية بأنها مجموعة من الطرق والعمليات التي يقوم بها الجسم للتعرف على العوامل الخارجية التي يراها ضارة، والقضاء عليها ، لافتا إلى أن “الاستجابة المناعية عند الإنسان تُقسم لنوعين، النوع الأول استجابة فطرية، والثاني مكتسبة”. الدكتور محمد الفت محمد استشاري الاطفال وامراض الرماتيزم لدى الاطفال والمراهقين بمستشفى الاطفال بالمدينة المنورة نظرا لحداثة مرض كوفيد فهناك ابحاث عديدة تجرى حول هذا المرض فيما يخص الاطفال لذا حتى الآن لا توجد احصائيات دقيقة بهذا الشان الا ان بعض الابحاث التي نشرت تشير ان نسبة اصابة الاطفال قد تتراوح مابين ١٠ الى ١٢٪.

واشار ان الجهاز المناعي لدى الاطفال لديه القدرة على مقاومة هذا الفيروس افضل من البالغين، لذلك فان اعراض المرض لدى الاطفال تكون اقل حدة. الا انه لوحظ وفي بعض الاطفال حدوث استجابة مناعية ذاتية بعد اسبوع إلى اسبوعين من الاصابة بالفيروس وقد تتدهور حالتهم الصحية مما يؤدي إلى تنويمهم في العناية المركزة. يذكر أن ثمة دراسة جديدة كشفت أن الأشخاص الذين تعافوا من الإصابة بفيروس كورونا المستجد يحتفظون بذاكرة مناعية للحماية من العدوى مرة أخرى. وقال موقع «medisite» إن الدراسة التي أجراها باحثون أستراليون تشير إلى دور الخلايا اللمفاوية في تأمين المناعة ضد فيروس كورونا المستجد بعد الإصابة به. وفحص الباحثون حالة 25 مصابًا بكورونا؛ حيث جرت مراقبة معدل المناعة المكتسبة لديهم بعد التعافي، وتحديدًا بين اليوم الرابع واليوم الـ242 بعد الإصابة، وتبين أن معدل الأجسام المضادة يبدأ في الانخفاض بعد اليوم الـ20 من التعافي.ورأى الباحثون أن ما خلصت إليه الدراسة عنصر إيجابي ومطمئن بشأن المناعة المكتسبة جراء الإصابة بالفيروس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *