اذكر في منتصف الستينات الميلادية كان قدومه بعد انتهاء دراسته في امريكا لحظة وجوده في ادارة الجمارك في ميناء جدة في انتظار انهاء اجراءات اخراج ما يحمله من اثاث عندما وقعت يده علي الصحف المحلية ابصر موضوعا منشورا فيها فهرش ذاكرته التي اسعفته بانه سبق ان قرأ هذا المقال في احدى المجلات الأمريكية فكان كشف هذا الموضوع في جريدة المدينة فكانت قصة سقوط الاقواس وحصلت ضجة ايامها في الوسط الصحفي وكان كاتب الموضوع من الكتاب المتسيدين على مساحة لا يستهان بها في الوسط الادبي انه الاستاذ شاكر النابلسي.
كان اياد مدني منذ تلك اللحظة جالبا للنظر فيما يقول كأحد العناصر الشابة القادمة من امريكا له اسلوبه المميز المباشر في الدخول الى لب الموضوع الذي يطرحه حيث يذهب الى ما يريد مباشرة بكل حرفنة واقتدار كان مختلفا عن ما عرف ممن سبقه في هذا المجال فكان صاحب حرف واسلوب له طعمه وحيوته في جريدة المدينة، اذكر كان لاهتمام الاستاذ محمد صلاح الدين مدير التحرير المميز.
هكذا بدأ خطواته في عالم الكلمة ليمضي في طريق مليء بالمشاكسات والعقبات لكنه استطاع ان يبني علاقته في جو صاخب بإبره إلى ان كوَّن شبكة من العلاقات على مستوي رفيع وعالٍ.
كان موظفا في الخطوط السعودية يتحسس خطواته في عالم لا يعترف الا بالقدرة الذاتية التي تحقق له ما يريد من بروز في عالم الفكر والكلمة، ذلك العالم الذي شارك فيه عمه السيد عبيد مدني الذي يحب استاذنا الزيدان ان يهتف بهذا اللقب له عند ما يذكره بقية الناس.
وابوه السيد امين مدني اول رئيس لجريدة المدينة صاحب المشغول بتاريخ الجزيرة العربية
هذه الفرشة التي وجد نفسه في وسطها كانت محرضا له على ان يكون في طريق مشع بالنيون من كل جًوانبه
لهذا لم اجد في كتابه الجديد الموسوم في بلاط صاحبة الجلالة اي عجب لقد برهن على قدرة لم تكن جديدة عليه
وهو واحد من اصحاب الكلمة الحراقة ومن افضل من يصوغ الأسئلة ولعل ما لفت نظري في الكتاب ذكره لفقيده الشاب ساني الذي رثاه في قلب من الايمان رحمه الله.