الدولية

مواجهة المشروع الانقلابي أولوية الحكومة اليمنية

عدن – البلاد

تجري الاستعدادات على قدم وساق في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن لاستقبال الحكومة الجديدة التي أدت اليمين الدستورية مؤخرا في الرياض، وينتظر وصولها إلى اليمن خلال اليومين المقبلين، حسبما أكد المتحدث باسم الحكومة راج بادي، الذي قال إن حكومة الكفاءات ستكون في عدن خلال أيام وستعقد أول اجتماع لها برئاسة رئيس الوزراء معين عبدالملك.

وطبقًا لمراقبين، فإن ملف التصدي لمليشيا الحوثي الإرهابية أولوية بالنسبة للحكومة لإنهاء الانقلاب على الشرعية وبالتالي تحقيق الأمن والاستقرار بالبلاد، تمهيدًا للنهضة التنموية الاقتصادية التي تحدث عنها الرئيس عبدربه منصور هادي، مؤكدًا في حديثه مع الحكومة الجديدة أن العمل سيكون على مواجهة ما خلفته الحرب، وتعزيز السلام المستدام وتحقيق حياة مستقرة وآمنة، عبر بناء واستعادة مؤسسات الدولة وتعزيز الاقتصاد، ما يؤكد الحرص والإصرار على مواجهة المشروع الانقلابي الحوثي المدعوم من إيران والقضاء عليه في أسرع وقت وإجبار المليشيا بالمضي في طريق السلام. وقالت مصادر عسكرية ومحلية لـ”البلاد”، إن تعزيزات عسكرية تتواصل في منطقة القصر الرئاسي بمديرية كريتر جنوبي عدن، ضمن إجراءات تأمين الحكومة الجديدة التي أدت اليمين الدستورية السبت، أمام الرئيس هادي في الرياض. وبينت أن هذه التعزيزات يتم نشرها وتوزيعها في نقاط ومواقع مختلفة في منطقة القصر الرئاسي للمساعدة في تأمين أعضاء الحكومة التي من المرجح أن تصل إلى عدن في غضون يومين.

بالمقابل، واصلت الميليشيا الحوثية الانقلابية، ذراع إيران في اليمن، التلاعب في ملف “صافر”، مهددة بتأخير صيانة خزان النفط الذي يهدد اليمن والمنطقة بكارثة بيئية مروعة، بحجج وذرائع واهية، تخفي رغبتها في مواصلة استخدام الخزان كقنبلة موقوتة تبتز بها الشرعية ودول الإقليم والعالم.

وأصدرت ما تسمى بـ”اللجنة الاقتصادية العليا” التابعة لميليشيا الحوثي الانقلابية بيانا، لوحت فيه بتأخير تنفيذ الاتفاق مع الأمم المتحدة بوصول فريق فني إلى ناقلة النفط “صافر”، زاعمة أنها لم تتلق نسخة من الاتفاق المبرم، منذ موافقتها في 11 نوفمبر الماضي على وصول الفريق الفني. ولمزيد من المماطلة والابتزاز السياسي، طالبت الميليشيا الأمم المتحدة بالإفصاح الكامل والشفّاف عن الميزانية المرصودة لتنفيذ الصيانة العاجلة والتقييم الشامل لخزان صافر العائم. ويأتي التلاعب والابتزاز الحوثي في وقت تتزايد مخاطر انفجار أو تسرب نفط ” صافر”، إذ جددت الشركة اليمنية لعمليات الإنتاج والاستكشاف “صافر قبل أيام تحذيراتها من استمرار التهديد الذي تشكله الناقلة النفطية المتهالكة، وقالت إنها بعد أن أُبلِغَت رسميًا بعمل تقييم وصيانة خفيفة للناقلة خلال الفترة المقبلة، لم تتلق أي تحديث إلى هذه اللحظة.
ويرى مراقبون أن الميليشيا التابعة لإيران تراوغ في هذه القضية، لتحقيق مكاسب سياسية دون أن تلقي بالا لحجم المخاطر التي يمكن أن يتسبب فيها انفجار الناقلة أو تسرب النفط منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *