جدة – البلاد
خوف، وهلع، واستعطاف لإسرائيل؛ لكي تنقذ تركيا من العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ينوي الاتحاد الأوربي فرضها قريبًا، فالخناق ضاق على أردوغان، ولا سبيل له سوى مواصلة فصول الاستجداء لتل أبيب ليخرج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، بفعل سياساته العدوانية تجاه الدول الأخرى، وتدخلاته في شؤونها الداخلية.
الرئيس التركي، بعد اتخاذه سبيل الإغراءات، وتوسيط أذربيجان لتحسين العلاقة مع تل أبيب، صرخ علنًا أمس (الجمعة)، بأن بلاده ترغب من إقامة علاقات أفضل من إسرائيل، راميًا بشعاراته الزائفة وراء ظهره، ومؤكدًا في الوقت ذاته أنها كانت للاستهلاك فقط ولاستعطاف الدول الإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، ولم تكن نابعة من قناعات راسخة بالحقوق الفلسطينية.
أردوغان قال: إن المحادثات على المستوى الاستخباراتي مستمرة بين تركيا وإسرائيل، في وقت يتوجس المسؤولون الإسرائيليون من تقلبات الرئيس التركي، غير واثقين في أقواله التي تراجع عنها في الكثير من المواقف تجاه دول أخرى، ما يؤكد مراوغته لتحقيق مصالحه، دون مراعاة للعهود والاتفاقات الدولية التي يكون طرفًا فيها، فهو دائم الخرق لها لأجل الوصول لأهدافه.
وكانت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب قد تدهورت بشكل حاد خلال السنوات الأخيرة، وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين مع الإبقاء على التعاملات التجارية التي استفادت منها تركيا، دون أن تفصح عنها علانية.
وتقول المؤشرات في الأشهر الأخيرة؛ إن تركيا تريد إعادة التواصل مع إسرائيل، لا سيما فيما يتعلق بنزاعها مع اليونان وقبرص بشأن التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، خصوصًا وأن الدول الأوربية تقف في صف أثينا وقبرص، وتجرم الأعمال التي يقوم بها أردوغان شرق المتوسط.
وعلى الرغم من الاستجداء المتواصل لإسرائيل لقبول إعادة العلاقات كما كانت سابقًا مع أنقرة، غير أن المسؤولين الإسرائيليين يقولون: إنهم سيكونون حذرين للغاية، بالنظر إلى شكوكهم بشأن نوايا أردوغان الحقيقية، مؤكدين أن إسرائيل لن تخاطر بعلاقاتها مع اليونان وقبرص من أجل إصلاح العلاقات مع تركيا، ما يعني أنه من الصعوبة نيل الرئيس التركي مبتغاه في الفترة المقبلة، وأن العقوبات ستحاصره لامحالة من الجانبين الأمريكي والأوروبي؛ مالم يتخل عن سياسته العدوانية.