النجاح والوصول للقمة قد يكون صعباً، ولكن الأصعب هو المحافظة على النجاح وبشكل مستمر. في كرة القدم السعودية نجد تطبيق هذه المعادلة في فريق الهلال، الذي صال وجال منذ تأسيسه، ولازال، يحقق الأمجاد والنجاحات وتجاوز كل المعوقات. نعلم جيداً أن الهلال حقق خلال الموسم السابق الثلاثية الاستثنائية، التي لم يحققها أي فريق سعودي قبله بالحصول على البطولة الآسيوية ودوري كأس الأمير محمد بن سلمان، وكأس الملك. بالتأكيد إنه إنجاز جبار، يحسب لإدارة النادي الكبير مع جميع الأجهزة، ولكن يجب أن لا نغفل عن وجود أخطاء وقعت فيها الإدارة، ولكنها لم تلاحظ، بسبب النتائج الجيدة، والفوز يخفيها. التعثر أمام الوحدة والخروج من كأس الملك على يد الفتح، والمستويات غير المقبولة عند جمهور الهلال، والتباين المستمر في مستويات اللاعبين؛ كلها ملفات يجب أن تناقش، ويعاتب المدرب واللاعبون فيها من قبل الإدارة، وعدم الركون للنتائج السابقة.
بعض اللاعبين أصبح وجودهم في الفريق لا يضيف أي فائدة فنية منذ فترات طويلة، ومع ذلك استمروا في تمثيل الفريق الهلالي مثل عمر خربين وهتان باهبري وانخفاض مستوى جوميز ومحمد كنو الكبير، والحارس عبد الله الجدعاني الذي لم يقدم المتوقع منه.
الفنيون أكدوا على أن البدايات الخاطئة من المدرب رزافان وعدم الجدية منذ البداية في إنهاء المباراة مبكراً، وضعت علامات استفهام حول طريقة المدرب ووقت تغيير الطريقة وما هي الجدوى المرجوة من تشتيت الفريق بطرق مختلفة ونقل مراكز اللاعبين من جهة لجهة أخرى، كيف يقوم بالتدوير في مسابقة كأس خروج مغلوب؟
نعرف العمل الكبير والمجهود الذي يبذله السيد رزافان، لكن في الفترة الأخيرة خسر العديد من النقاط، كانت ستحسن من صدارته وتزيد الفارق مع أقرب المنافسين.
الإدارة الهلالية منذ استلامها العمل إلى الآن، لم تختبر في اختبارات حقيقية سوى جائحة كورونا التي ضربت الفريق في بطولة دوري أبطال آسيا، وتعاملت معها بمنظورها الخاص، ماذا لو ظهرت مشاكل بمستوى تغيير مدرب في منتصف الدوري، أو وجود مطالبات مالية واجبة الدفع أو خصم نقاط؟ كيف ستتعامل الإدارة معها وبأي مخرج ستواجه جمهورها فيه؟ وكيفية التعامل مع ملفات تجديد عقود نجوم الفريق مثل الفرج والشهراني؟؟ هذه ملفات ساخنة حلها في يد الإدارة والتفريط بأي نجم لن يرضي الجمهور فيما لو انتقل من الفريق. نعلم أن الهلال لا يقف على لاعب، ولكن التفريط في المكتسبات يضعف الفريق، ويقوي المنافسين. الحلول الوقتية ليست حلا يجلب بطولة، والجمهور العاشق لن يرضى بأنصاف الحلول.
التعديل والتصحيح والوقت بيد الإدارة ولا مجال لمفاوضات طويلة المدى تشتت الفريق والمدرب.
إضاءات
الفترة الشتوية قادمة للتغيير لجميع الأندية والفرصة باتت مواتية لتعديل أوضاعها وجلب لاعبين يخدمون فرقها والتخلص من غير المستفاد منهم، ولكن هذه التعاقدات تحتاج لعين الفاحص الخبرة والوسيط الصادق والإدارة الحكيمة التي تحبك العقود وتضمن حقوق الأندية بعيداً عن سماسرة ووسطاء اللاعبين الذي أثقلوا أنديتنا بالديون.
@Mohammed158888