في جلسات ملتقى ميزانية 2021 الذي نظمته وزارة المالية، لفتت النظر كلمات أطلقها وزير المالية محمد الجدعان.. حيث أورد أن تأثير جائحة كــورونـا على المملكة كان في نطاق السيطرة بفضل إجراءات اقتصادية ومالية كانت قد اتخذت منذ العام 2017.
وأورد أن الرؤية التي بدأت قبل أربع سنوات كأنها كانت استعدادا لأزمة مثل جائحة كـورونـا، وما رافقها من صدمة كبيرة في أسواق الطاقة نتيجة انخفاض الطلب، وبالتالي انخفاض الأسعار وتراجع الإيرادات.. ولفت إلى أن البرامج التي طبقت حققت نجاحات من جهة الضبط المالي ورفع كفاءة الإنفاق، والاستثمار في البنية التحتية والصناعة وقطاعات واعدة جديدة وفرت وظائف ومكنت الاقتصاد من التعامل المالي مع الصدمة بشكل كبير.
أمر اقتصادي آخر لفت النظر وهو أن استثمار المملكة في البنية التحتية الرقمية خاصة مجال الألياف البصرية قبل الجائحة بسنوات، ومضاعفة جودة وسرعات الانترنت، كان لها دور فاعل في تحوّل قطاعات الحكومة ومنظمات الأعمال من العمل الفعلي إلى الافتراضي عن بُعد.
ولعل أبرز مثل على ما حققته المملكة من تطور كبير في البنية التحتية الرقمية كان عقد قمتين لمجموعة G20 الأولى افتراضية طارئة دعت إليها رئاسة المملكة وعقدت في 26 مارس، والقمة الرسمية يومي 21 و 22 نوفمبر الماضي، وكلتاهما عقدتا عبر الاتصال المرئي الافتراضي وحققتا نجاحاً كبيراً من حيث التنظيم والترتيب وكذا النتائج. وهو نجاح أشادت به هيئات عالمية محايدة.
نخلص إلى أن المملكة أصبحت واحدة من الدول التي عرفت كيف تدير الأزمة بحنكة وقدرة عالية، وتمكنت من الاستفادة من تأثيرات الجائحة في تسخير تقنية الاتصالات والتحوّل سريعاً إلى العالم الافتراضي مستفيدة من استثمارها في هذا المجال، كما برزت هيئة سدايا كأحد فرسان المرحلة بإدارتها الجانب التقني في عقد القمتين العالميتين انطلاقاً، وربط الدول الأعضاء في G20 والمنظمات والدول المدعوة للقمة.
ogaily_wass@