متابعات

سجلنا 8 عناصر فلكلورية في قائمة التراث العالمي

البلاد – مها العواودة

أكد مدير إدارة التراث في الجمعية السعودية للمحافظة على التراث الدكتور سلطان الصالح أنه خلال السنوات الماضية نجحت المملكة العربية السعودية في تسجيل 8 عناصر من مختلف مجالات التراث الثقافي غير المادي الوطني في اليونسكو ، لافتا في الوقت نفسه إلى أن قصة تسجيل حياكة السدو بدأت مشوارها عام 2018 حيث تم الاتفاق بين هيئة الثقافة آنذاك والجمعية السعودية للمحافظة على التراث على إعداد ملف ترشيح حياكة السدو للتسجيل على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو بحيث يكون ملفا مشتركا بقيادة السعودية مع بعض الدول العربية التي لديها مجتمعات محلية تمارس حرفة حياكة السدو، وتم الاتفاق حينها مع دولة الكويت بحيث يكون الملف بقيادة المملكة.


وأشار إلى أن الجمعية السعودية قامت على إثر هذا الاتفاق بالعمل على إعداد ملف الترشيح، وقامت بزيارة المجتمعات المحلية التي تمارس حرفة حياكة السدو في مختلف مناطق المملكة واللقاء بالممارسين والممارسات وتوثيق الحرفة تاريخياً وثقافياً واجتماعياً، وتم التعاون مع العديد من الجمعيات مثل جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية النسائية بالجوف وكذلك جمعية حرفه بالقصيم ومؤسسة تراث الصحراء بالخبر وغيرها، قامت بعد ذلك الجمعية بحكم خبرتها في إعداد ملفات اليونسكو بالعمل على إكمال المتبقي من عملية إعداد الملف حسب متطلبات منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وقامت بعد ذلك بتسليمه للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في شهر مارس عام ٢٠١٩ وتم إعلان تسجيله رسمياً في شهر ديسمبر من العام الحالي ٢٠٢٠م.
ولفت إلى أهمية المتابعة المستمرة من سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود والتي حظي بها هذا الملف، فضلاً عن الحرص والدعم المتواصل والحثيث من قبل صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على إتمام عملية الترشيح ومطابقتها للمنهجية العلمية المتبعة من قبل اليونسكو.


منوهاً إلى وجود عدة عقبات واجهت الجمعية في عملية إعداد الملف أبرزها قلة المراجع العلمية التي توثق حرفة حياكة السدو حيث تم التغلب على هذه العقبة من خلال الزيارات الميدانية العديدة التي قام بها فريق العمل بالجمعية وإتمام عملية التوثيق من خلال اللقاء بممارسات الحرفة واستخراج ما في ذاكرتهم من معلومات وقصص وأسرار متعلقة بتاريخ الحرفة وارتباطها بالمجتمع المحلي. وفي سؤال عن العناصر السبعة التي تم تسجيلها في اليونسكو قال: هذه العناصر تتمثل في عنصر الصقارة (٢٠١١)، عنصر العرضة النجدية (٢٠١٥)، عنصر المجلس العربي (٢٠١٥)، عنصر القهوة العربية (٢٠١٥)، عنصر المزمار (٢٠١٦)، عنصر القط العسيري (٢٠١٧) وأخيراً عنصر النخلة (٢٠١٩)” وفيما يتعلق بالفوائد المرجوة من هذا تسجيل السدو ضمن التراث العالمي قال:هناك فوائد عديدة ستترتب على تسجيل حياكة السدو فيما يتعلق بتوثيق التراث الوطني غير المادي فهناك عوائد ثقافية واجتماعية وأخرى اقتصادية تترتب على عملية تسجيل التراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو، حيث إنها تعتبر اعترافاً دولياً بأهمية هذا التراث الثقافي وكونه جزءاً لا يتجزأ من التراث الإنساني، كما أن التسجيل في قوائم اليونسكو يضمن الحصول على أفضل المنهجيات العلمية المتبعة دولياً في عملية توثيق وحصر التراث الثقافي غير المادي، كما أن تسجيل عناصر التراث الثقافي الوطني على قوائم اليونسكو يساعد في إبراز التراث الثقافي الوطني على المستوى الدولي ويبرز دور المملكة في حفظ وصون التراث الإنساني أجمع من خلال المحافظة على التراث الثقافي في منطقة شبه الجزيرة العربية وهي المنطقة المعروفة تاريخياً بتعاقب الكثير من الحضارات والثقافات على أراضيها، والحفاظ على هذا التراث الثقافي هو دليل على استمرار واستدامة التنوع الثقافي العريق الذي تحظى به المملكة.

وحول المبادرات المستمرة للحفاظ على المروث قال: المملكة مستمرة في دعم كل الجهود والمبادرات التي من شأنها الحفاظ على الموروث الثقافي الذي تمارسه المجتمعات المحلية في مختلف مناطقها ومن هذه المبادرات قامت الجمعية بدعم وإشراف من وزارة الثقافة بتقديم ٣ ملفات للتسجيل على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو وهي كالتالي: ملف الخط العربي وهو ملف مشترك مع ١٥ دولة عربية بقيادة المملكة، وملف حداء الإبل وهو ملف مشترك مع كل من الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان بقيادة المملكة، وكذلك ملف الهريس وهو ملف مشترك مع كل من الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان بقيادة دولة الامارات ، أما على المستوى المحلي فأكد أن وزارة الثقافة وعدد من الهيئات المختصة يقومون بجهود جبارة وضمن منهجيات علمية معتمدة دولياً في تنمية التراث الثقافي واستدامته ونقله للأجيال القادمة، إضافة إلى ذلك تقوم الجمعية السعودية للمحافظة على التراث بالتعاون مع العديد من الجهات المختصة بالعمل على حصر وتوثيق التراث الثقافي الوطني وتقديمه بطريقة عصرية وموائمة لواقع وتطلعات الجيل الحالي والقادم كذلك مما يضمن لهذا التراث الثقافي استدامة واستفادة منه في الإبداع البشري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *