جدة ــ حليمة أحمد
تصميم الأزياء فن من الفنون التطبيقية المتخصصة لتصميم الملابس، وجزء من السلوك البشري، فالإنسان عادة يسعى لإشباع حاجاته، وهو في سبيل ذلك يستخدم ما لديه من خيال ومعرفة ومهارة في ابتكار ما يحقق له هذه الاحتياجات.
والتصميم فن وقتي أو موسمي يتأثر بما حوله ويعد من توابع الحياة الثقافية والتأثيرات الاجتماعية، ويتسم هذا الفن بالتجديد والتنوع والإبهار موسماً بعد موسم.
وتصميم الأزياء فن تطبيقي ينطلق من أفكار في العقل ليتحول إلى واقع ملموس، فيما يمثل تصميم العبايات أشهر سمات المصممات السعوديات لدمجهن للثقافة بالموضة، وهذا ما أكدته مصممة الأزياء أماني عبيد بقولها:” اتجهت حالياً لخط العبايات وأنا خبيرة مظهر وصاحبة حدث “اكتشف الكنز” الذي دمج ذوات الهمم بالموضة حيث ظهرن عارضات أزياء عبر الفضائيات ولأول مرة في المملكة بالإضافة إلى ذلك ، فإن حبي للتصميم ينبع من الطفولة، وأود أن أذكّر أولياء الأمور بالاهتمام وتحسين مواهب أبنائهم وصقلها، فقد تأثرت بشدة بوالدتي، فقد كانت تصمم فساتينها وتخيطها بنفسها؛ لذلك اعتدت على خياطة فساتين الدمي خاصتي ( باربي) باتباع خطواتها.
كما أن من أوائل الأشخاص الذين تلقيت منهم الدعم والتشجيع عائلتي وصديقات الدراسة المقربات في المرحلة الابتدائية؛ حيث لم آخذ هذا الأمر على محمل الجد، غير أن والدتي كانت تقول لي دائماً: “محظوظ من كانت يداه جالبة رزق”… فبدأت بالتصميم للمقربات مني والمسلمات الجدد خارج المملكة”.
وتؤكد أماني أنها لم تشارك قط في أي مسابقات أومهرجانات ولديها فلسفة خاصة في ذلك، فهي لا تحب التواجد في زحمة الآخرين، أو في القنوات؛ لذا تكتفي بإقامة معرضها الخاص سنوياً.
وأشارت إلى أن التحديات التي واجهتها، هي ما واجه المصممات السابقات من صعوبة التواجد كسيدة ومصممة؛ حيث لم يكن تواجد المرأة أو الأزياء أمراً معترفاً به، وفي هذا العهد حقيقة اكتسبت المرأة مكانتها وأصبحت الأزياء تشق طريقها لتصبح رافداً استثمارياً قوياً، رغم وجود عقبات شخصية من حاقدين، وهو ما يواجه كل ناجح.
وأضافت:” جميع مجموعاتي كنت أعتمد فيها على الهوية العربية المستحدثة التي يتقبلها الجيل الجديد؛ حتى لا تصبح طي النسيان، والحقيقة المملكة زاخرة بالتراث، ولكنني أميل للمسات الحجازية ، وحدث “اكتشف الكنز: هو قضية عملت عليها وكنت فيها صاحبة الفكرة والمنظمة لكل شيء، كما هدفت فيه إلى دمج ذوات الهمم بالموضة والجمال بعيداً عن نظرات الشفقة.
وقد وجدت نفسي في التصميم؛ لأنه يمكنني من خلاله التعبير عن كل ما أحبه وحتى التعبير عن حبي للآخرين، من خلال قطع تحمل فكرة أعيشها في تلك اللحظة تروي ما كنت أفكر فيه، وقد جعلني هذا التصميم أقوى على المستوى الشخصي، وقادرة على تطوير نفسي لفهم وجوه الآخرين، وأصبحت أكثر خبرة في التعامل مع نفسية الناس، ونتيجة لذلك أخذت دورة تدريبية والآن أنا مدربة معتمدة.”
وأوضحت أن الرسالة التي تأمل أن تنقلها من خلال التصميم، هي أن التراث بحداثة الحب في عملية الاندماج الاجتماعي مع ذوات الهمم مشيرة إلى أن لديها الكثير من المواهب من قراءة وسباحة وتربية الحيوانات، وهي مدافعة قوية عن القطط.
وفي نهاية حديثها نصحت الشباب السعودي بقولها:” هذه فرصة لكل من يريد أن يدخل عالم التصميم ، واحذروا من تجاهل هذا الجانب ، ولكن لا تتجهوا له دون أن يكون لكم مصدر دخل أساسي ، ابحثوا عن أنفسكم وعن أهدافكم وحددوها، فإن تحديد الأهداف هو أقرب طريق للسعادة” .