اجتماعية مقالات الكتاب

حماية الممرات المائية

في ظل انشغال العالم بمكافحة آثار كوفيد 19، هذه الجائحة التي فرضت انعكاساتها العالمية، وما تسببت فيه من كوارث اقتصادية غير مسبوقة، ووسط محاولة الكثير من دول العالم البحث بصورة عاجلة عن حلول لتجاوز تلك الأزمة، ولاسيما ما يتعلق بإيجاد علاج ناجع معترف به دوليا، إضافة لما يدور في أروقة السياسة الأمريكية، ومن هو المرشح الذي يقود دولة في حجم الولايات المتحدة الأمريكية حضارة وتاريخا، تمتلك معظم القرارات السياسية المؤثرة. هذه المشاغل استغلها دعاة الحروب وإشعال الفتن، وفي مقدمتهم إيران الفارسية مستعينة بالحوثيين لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية مستهدفين المملكة. وأحدث هذه الاعمال الإرهابية وليس آخرها ما حدث من اعتداء على سفينة النفط بالقرب من ميناء جدة، بغرض استفزاز الدول التي تنشد السلام واستقرار الاقتصاد العالمي، وحماية الممرات المائية والموانئ التجارية.

ولأن المملكة تمتلك أدوات الدفاع عن حدودها، بالطريقة التي تعرفها إيران والحوثيون ومن هم على شاكلتهم، الذين أصبحوا عبئا على العالم وفقدوا احترامهم وتعاملاتهم الدولية فإن هذه المحاولات اليائسة البائسة لن تعطل مسيرة المملكة باتجاه مكانتها التي تليق بها في مقدمة الكبار، وليت صناع الارهاب وحاضنيه يستغلون مقدرات شعوبهم في إنقاذها من حالة البؤس والفقر والجوع والجهل.

وإزاء ذلك فضلت قيادة المملكة اطلاع دول وزعماء العالم على هذه الأعمال الإرهابية، ووضعت المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع، وهي التي وقفت على مدى سنوات طوال بإمداد العالم بالطاقة وبأسعار حافظت على استقرار السوق النفطية، لينعم المجتمع الدولي بحياة الرفاهية والازدهار، والنمو المتزايد في كافة مجالات الحياة، بشكل متوازن يعطي دلالة واضحة، على سياسة العقلانية التي تنتهجها المملكة داخليا وخارجيا.

والمجتمع الدولي مطالب بحلول جذرية لهذه الأوضاع المزرية، التي سادت العالم للعقود الستة الماضية، وساهمت في هدم معالم حضارية قائمة تعد من شواهد العصر، التي سادت دول الشرق والغرب، وتأخرت إنجازات علمية وُجِدَتْ لصالح الإنسان، حين أصبحت صناعة أسلحة الدمار الشامل، والسلاح النووي هي وسيلة الارهابيين في التلذذ بقتل الأبرياء ومحاولات مستميتة للهيمنة على الممرات المائية وبسط النفوذ، وحرمان أبناء الدول الآمنة من الاستفادة من ثروات بلدانها.

ويبقى السؤال: ما الذي يريده هؤلاء المتوهمون، من ممرات ومضايق مياه الخليج العربي وباب المندب، وبعض سواحل البحر الأحمر وموانئ وجزر شرق المتوسط، وتهديد آبار النفط ومصافي البترول، في عدد من الدول التي قدَّمت للعالم خلال الثمانية عقود الماضية، جُلَّ ثرواتها النفطية بأسعار تحفظ للأسواق الدولية توازنها وللعالم استقراره، ومنها المملكة ودول الخليج وليبيا والعراق، وغيرها من الدول الأخرى، لتنعم البشرية بأسرها بحياة الرفاهية والازدهار والوفرة الاقتصادية التي تختزنها البنوك العالمية.

في تصوري أن دول العالم مطالبة أن تقول كلمتها بجلاء ووضوح، وعبر منصات المنظمات الدولية وأروقة هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بعقد مؤتمرات حضورية أو افتراضية لنبذ كل سبل الخلافات، بعيدا عن سياسة الترف ولغة الأنا وقلب الموازين في العلاقات الدولية، ووقوفها مجتمعة ومنظماتها الرئيسة في وجه قوى التخريب والدمار والعداء المتواصل، التي كانت وراء ما شهدته تفجيرات بيروت الأخيرة، وما سبقها من أعمال يندى لها الجبين، وهجَّرت الآمنين في المدن السورية، وهجرت مواطني أكراد العراق من مواقعهم وغيرهم من الشعوب الآمنة.
abumutazzz@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *