استبشر العالم خيرًا بتوصل العديد من الدول إلى لقاحات تقي البشرية من فيروس كورونا الشرس بعد سلسلة من الأبحاث والدراسات والتجارب السريرية تفرغ لها كبار العلماء إلى أن تم الإعلان عن ذلك رسميًا، وهذه البشرى – ولله الحمد- حملت لأفراد المجتمعات الفرحة والسعادة والبهجة بقرب انتهاء الجائحة بعد عام كامل (٢٠٢٠) شهدنا فيه سيناريوهات فرضتها الظروف الاستثنائية ، ووسط دعوات بأن يكون العام الجديد (٢٠٢١) أكثر إشراقة واستقرارًا نفسيًا بعيداً عن أخبار وأوضاع المآسي والصدمات النفسية التي نتجت عن ” كوفيد-١٩ “.
ورغم حجم الفرحة التي عمت المجتمعات وعلت وجوه أفرادها بالتوصل إلى اللقاح الذي يعد بمثابة “الذهب السائل” – حسب ما أطلق عليه – ويعتبر أكبر إنجاز يشهده التاريخ لكون الفيروس المسبب لكورونا أخطر فيروس داهم البشرية، إلا أنني أستغرب تماما من أولئك الذين يحاربون هذا التطعيم ونجاحات الدول ويزرعون الخوف في نفوس أفراد المجتمعات في كوكب الأرض بتجنب أخذ التطعيم ، إذ انتشرت خلال الأيام الماضية العديد من المقاطع ومصدرها بعض الدول الغربية ويدعو أصحابها إلى صرف النظر عن التطعيم بسرد قصص وحكايات اعتبرها من وجهة نظري زوبعة في فنجان وكلاما غير منطقي ولا يستند إلى أي براهين طبية ، وتُعد مجرد حكاية وقصة لإثارة الرعب والخوف والبلبلة في نفوس أفراد المجتمعات بهدف منع أخذ التطعيم.
وهذه المقاطع المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي ربما تعلل بأن هناك أهدافًا خفية تمارسها بعض الفئات للتشكيك بفوائد اللقاح وبالتالي عدم قدرته على حماية البشر، وخصوصًا مع الاعتقاد بأن الفيروس مصنوع مخبرياً، والأمر الآخر هو منافسة الشركات للحصول على أكبر حصة لمبيعاتها من خلال التقليل من شأن شركة دوائية ورفع شأن الأخرى وهي لعبة قذرة تمارس في الخفاء من أجل التربح المادي على حساب صحة البشرية.
اؤكد للجميع بأن هذه المقاطع الغربية لا تهدف الخير للبشر، وكل همها إثارة البلبلة، فكل من تلقى لقاح كورونا في العالم بخير ويتمتع بصحة وعافية، وهذا يؤكد ويفّسر بأن هناك من يحارب خلف الكواليس لمصالح ذاتية، وهنا يجب علينا عدم الالتفات إلى هؤلاء، وتجنب تداول مقاطعهم المغرضة.
والحمد لله، أن لقاح فيروس كورونا وصل إلى المملكة، وأصبح جاهزًا للاستخدام الآن، وستكون هناك وفقًا لوزارة الصحة آلية للتطعيم وقد تكون الأولوية لكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، ونزلاء دور الرعاية الخاصة والممارسون الصحيون، إذ تمكنت المملكة من إجراء تعاقدات مهمة جدًا مع شركات مطورة للقاح فيروس كورونا.
وما يبشر بالخير تراجع اصابات كورونا في السعودية، وهو ما يجسد الوعي المجتمعي في تطبيق الاشتراطات الصحية والتدابير الاحترازية، مع الدعوة بضرورة الاستمرار في تلك الإجراءات حتى يتم تطويق ومحاصرة الفيروس نهائياً.
وأخيرًا .. تكمن أهمية لقاح كورونا في التحذير العالمي الذي أطلقه ووجهه «الإنتربول» لقوات الشرطة في 194 دولة حول العالم، بسبب مخاوف من شنّ عصابات ومجموعات خارجة عن القانون لعمليات تستهدف لقاحات كوفيد-19 ، إذ قال الأمين العام للإنتربول يورغن ستوك، إن «المنظمات الإجرامية تخطط لتعطيل سلاسل التوريد الخاصة باللقاح».
وأضاف قائلا: «ارتفاع الطلب المقترن بالعرض المحدود سيجعل لقاحات كورونا تعادل (الذهب السائل) لشبكات الجريمة المنظمة».
من جانبه حذر المحقق السابق في «سكوتلاند يارد» بيتر بليكسلي من أن المركبات التي تنقل لقاح كورونا يمكن أن «تتعرض للخطف وطلب فدية».
وسلامة صحتكم،،
shahm303@hotmail.com