تحتل الصقور مكانة عظيمة في نفوس العرب عامة، والسعوديين خاصة؛ حيث تمثل جزءًا مهمًا من تراثهم، الذي يعتزون، ويفتخرون به، وتحظى باهتمام كبير من الجميع، وقد توارثوا ذلك جيلًا بعد جيل. فمن النادر أن تجد عربيًا لايتباهى ويتفاخر بالصقر؛ حتى بات الكثيرون منهم يسمون أولادهم أو يلقبونهم بها، لاسيما عندما ينجز عملاً كلف به، أو ينجح في أداء مهمة ما، فالصقر عندهم رمزٌ للعزة والقوة والإباء، ولعل أبرز الشخصيات التي لقبت بالصقر، عبدالرحمن الداخل؛ حيث لقبه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بصقر قريش، والملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- عُرف بـ” صقر الجزيرة”، والملك عبدالله بن عبدالعزيز – يرحمه الله- صقر العروبة.
فارتباط الصقر بشخصيات بهذا الحجم جعلنا نتعلق بها منذ صغرنا؛ حتى بات ملازمًا لنا في حياتنا اليومية،
ولأن الشاعر كما يقال، هو لسان قومه، فقد تغنى بالصقر عدد من الشعراء لإعجابهم بشجاعته وكبريائه وشموخه، ولعل من أبرز ماقيل فيه قول أحد الشعراء:
يا أهل القنص والبر وأهل السواليف
فكوا قيود الصقر وارخوا خطامه
الصقر له هيبة كما هيبة السيف
أغلى الطيور موسم بالشجاعة
وكما ذكرنا سابقًا عن أهمية الصقور لدى الكثير من الشعوب فقد تحولت تربيتها عندهم من هواية إلى احتراف، وباتت جزءًا من ثقافة الشعوب؛ خاصة العربية منها.
ولأن المملكة العربية السعودية، بلد يعتز بماضيه وتراثه، فقد أولت الصقور أهمية كبيرة؛ حيث تم تأسيس نادي الصقور السعودي بأمر ملكي عام 2017، وبإشراف مباشر واهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع المشرف العام -حفظه الله -حيث يهدف إلى جمع الصقارين في المملكة العربية السعودية تحت رابطة واحدة، والاهتمام بالصقور، والمحافظة عليها، وعلى هواية استخدامها في الصيد؛ كونها موروثًا شعبيًا وثقافيًا في المملكة.
ويعمل النادي منذ تأسيسه على إقامة مهرجان سنوي للصقور يحمل اسم المؤسس؛ وبدعم وتوجيه من القيادة الرشيدة؛ لسعيها الدائم للحفاظ على موروث الآباء والأجداد، بالإضافة إلى دعم الأنشطة الثقافية والحضارية، وتثقيف الأبناء بتاريخ هذه الهواية العريقة، وما يرتبط بها من القيم والعادات الأصيلة”.
وقد حرص القائمون على المهرجان على تطبيق جميع “الإجراءات الاحترازية” الواردة في “البروتوكولات الوقائية” الصادرة عن الجهات المختصة؛ لضمان سلامة جميع المشاركين، مؤكدين أن ذلك أولوية قصوى بالنسبة للمسؤولين؛ حيث اختتمت أمس النسخة الثالثة، التي انطلقت في ٢٨ من نوفمبر الماضي، وقد توج الفائز بكأس الملك عبدالعزيز، وحصل العشرة الأوئل على جوائز نقدية، وسط حرص القائمين على المهرجان على تطبيق جميع “الإجراءات الاحترازية” الصادرة عن الجهات المختصة؛ لضمان سلامة جميع المشاركين.