المدينة المنورة – محمد قاسم
سرحت حنان صلواتي بفكرها في حبة تمر كانت تتناولها بينما هي تفطر في إحدى ليالي رمضان، ولم يدر بخلدها أن تلك اللحظات ستكون بوابتها للعبور إلى عالم الاختراع بعد أن خرجت من تأملها العميق بفكرة للاستفادة من نوى التمر في كمادات النوى المعروفة بشهرتها العالمية في العلاج الطبيعي وبسط العضلات، وما أن انتهت من فكرتها حتى بدت خطواتها الأولى في تنفيذ خطتها على أرض الواقع لتخوض معركة إثبات النفس لمدة سنة ونصف واستقرت بعدها على أول كمادة من نوى التمر والتي أعطت مفعولا ايجابيا، سجلت معه انجازا فريدا لتحصل على وثيقة نموذج صناعي من مكتب البراءات السعودي حماية للفكرة.
قصة حنان صلواتي كما ترويها، لم تأت بمحض الصدفة فهي ذات خبرة واسعة في ظل استخدامها لكمادات النوى منذ فترة طويلة، تقول عن ذلك:” تعودت منذ سنوات أن أقتني كمادات القمح أو بذور العنب أو الكرز من ألمانيا، حيث كانت جزءاً لا يتجزأ من المنزل لاستخدامها في علاج آلام عديدة في الظهر والعضلات والبطن والكتف، وبينما كنت يوما أفطر في إحدى ليالي رمضان على التمر السكري، جلست أتأمل حبة النوى وأقارنها بمثيلاتها في كماداتي من حيث كثافة بذرة الكرز المجوفة، فأصابني فضول لتجربة تسخين نوى التمر داخل كمادة أخيطها بنفسي، وخلال سنة و نصف جمعت مع جيراني كيلو ونصفاً من النوى حتى أتممت خياطة أول كمادة وكانت النتيجة مرضية جدا”.
وأردفت:” بعدها توجهت لصديقة والدتي سيدة ألمانية تقطن مدينة جدة ومتخصصة في تدريب السيدات على الخياطة، إذ طلبت منها الاستعانة بإحدى الخياطات الماهرات لصناعة الكمادة، ومنذ ذلك الوقت (2016) ونحن نقوم بإنتاج كمادات سر النوى بأيادٍ محلية آمنة من الناحية الطبية، بعكس كمادة الماء الحار والتي لها مخاطرها من ناحية التصنع أو أنها تسبب حروقا لمرضى السكر لقلة الإحساس لديهم، أما كمادة نواة التمر فهي أكثر أمانا سواء كان في الحالة الباردة أو الحارة، كما أن من مميزاتها أنها آمنة وتستخدم لكبار السن أو الأطفال وتعتبر بديل آمن عن القربة العادة”.
وأردفت:” مع الرضوض يفضل أن تكون باردة وكذلك بعد العمليات، أما الحاجة عند استخدامها ساخنة تكون عند آلام المعدة والدورة الشهرية ولآلام العضلات بعد التمارين الرياضية، فيما يكون تصميم الكمادة على حسب كمية النوى، بعضها كيلوجرام ونصف مثل كمادة الظهر، وأخرى ذات تصميم أصغر يحتاج ربع كيلوجرام مثل كمادة الجبين، كما أن من مميزاتها عند استخدامها بطريقة صحيحة أنها تخدم لمدة عشرة سنوات”.
وأشارت إلى أن اختراعها سجل بعلامة تجارية باسم “سر النوى”، كما حصلت على شهادة نموذج صناعي من مكتب البراءات السعودي وجائزة منشآت.
