اجتماعية مقالات الكتاب

على ضفاف الخليج

لأن الخليج العربي بكل مقوماته الفكرية والحضارية، قادر على إدارة مرحلته الراهنة والقادمة – وليغضب بعض الطامعين في ثرواته – بما له من أبعاد تاريخية غُرست في وجدان الذاكرة، عبر أجياله منذ أربعينات القرن الميلادي الماضي، فالمجتمع الخليجي أثبت أمام العالم، امتلاكه القيم الراسخة في جذور التاريخ، بما يتمتع به من الأخلاق والكرامة والشجاعة والأصالة العربية، التي لا يمكن المزايدة عليها رغم كل إشكاليات وقضايا العصر المتسارعة ..جاء الكثيرون ليعملوا في دول الخليج برواتب مغرية، زادت من أطماع هذه الشريحة من الخبرات الأجنبية، ورحل البعض منهم لبلدانهم بعد أن انتهت المهمات التي جاءوا من أجلها، وهذا جزء أساسي من استراتيجيات التنمية ومراحلها المتعددة، منذ البدايات ومراحل التأسيس، ولازالت تراودهم الأماني بالعودة لمزيد من الكسب المادي لمعاناة بلدانهم الاقتصادية.

وإذا كانت الثقافة الواعية لدى الديمغرافية الخليجية، مرورا بمراحل إدارة الطفرة النفطية وما بعدها، أعطت صناع القرار لدول الخليج العربي، الثقة بأبنائه وقدرتهم على استثمار ثروات بلدانهم، فقد كان النجاح حليفهم وبتفوق تجاوز معظم الارهاصات، ووعيهم بخطوة سياسة الأنا التي كانت تُبث للتفرقة بين أبناء دول الخليج، في معظم مجالات الحياة، من أجل أن تبقى فرص العمل متاحة أمام إغراءات أولئك الوافدين، من جميع دول العالم وقد تكون هذه العمالة أضعاف الخبرات العربية، التي يعود لها الفضل في إدارة البدايات الأولي، في فترة تأسيس البنية التحتية، لكن بعد أن أتاحت الدول الخليجية لأبنائها البعثات الدراسية بأرقى دول العالم وعادوا وهُمْ أكثر مهارة في معظم التخصصات.

ولعله من المناسب في ظل التكتلات العالمية، في كل ماله علاقة بالجوانب الاقتصادية، خصوصا في ظل الجائحة كوفيد 19، التي اجتاحت العالم وتسببت في ذلك الركود والانهيارات الاقتصادية، التأكيد على ما يتوقعه خبراء التنمية ويتمناه كل محب ومنتمٍ فكرا واسلوبا لدول الخليج، من أن قادم الأيام ومع بداية العام الميلادي الجديد 2021م، سيكون أكثر رواجا اقتصاديا فيما بين الدول الخليجية والعالم، لوجود عوامل مشجعة يعرفها المختصون أكثر من غيرهم، لجوانب تُعد من أهم المحفزات التي تلعب أدوارا بارزة، في منتوجات صناعية ذات أهمية وجدوى اقتصادية، ويأتي في مقدمتها المواقع الاستراتيجية والممرات المائية، في معظم المرافئ التجارية العالمية، إضافة لقرب دول الخليج من بعضها.

ويبقى بتوفيق الله الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، الذي تعيشه دول الخليج، عطفا على الفائض المالي في ميزانياتها ومواردها الاقتصادية والبشرية، والتنوع بالإنتاج الزراعي والحيواني، خصوصا ما تتمتع به المملكة (الشقيقة الكبرى) للدول الخليجية من هذه الثروات، ومواردها الخام لمعظم الصناعات والمعادن الثمينة، والنظم الضرائبية والجمركية الأقرب مواءمة مع النظم العالمية، والمؤكد إننا بحاجة لمزيد من المؤتمرات والندوات، لخبراء الاقتصاد والتنمية والسياسة، والصناعة الإعلامية والثقافة والاجتماع والترفيه والرياضة، فضفاف وأمواج الخليج العربي جديرة بحمل آمال وتطلعات شعوبها، لتكون جميع هذه الدول في بؤرة العين قريبة من بعضها.
abumutazzz@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *