متابعات

العمل التطوعي.. منظومة احترافية تتحد في الأزمات

جدة – خالد علاجي

لم تغفل رؤية 2030 قطاع العمل التطوعي وتطويره وبلورة أنظمته وهيكلته، ليكون جزءا أساسيا في أجندتها ضمن خطط التنمية للرقي بالمجتمع وخدماته، من خلال استقطاب المؤهلين وأصحاب الخبرات بهدف خلق منظومة أكثر احترافية وتكاملية، حيث عملت على تفعيل دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في هذا الجانب لتنظيم آلية العمل تحت منصة واحدة لتشكيل بيئة جاذبة لأفراد المجتمع المدني، متسلحة بشعار غـرس ثقافة التطوع لدى أفراد المجتمع. ومنذ عام 2016، بدأت أولى خطوات تحقيق الهدف لرفع عدد المتطوعين من 11 ألف إلى مليون متطوع و50 مليون ساعة عمل بحلول عام 2030، إذ سعت وزارة الموارد الاجتماعية والتنمية الاجتماعية إلى تشكيل أرض صلبة بقواعد وأسس تنظيمية لجذب أكبر قاعدة من المهتمين بهذا الشأن.

في مطلع ابريل الماضي رأت منصة العمل التطوعي النور، كحاضنة وهمزة وصل بين المتطوعين والجهات المشاركة، حيث استطاعت خلال 8 أشهر من تأسيسها فقط من الوصول إلى 454 ألف متطوع، فيما كانت تستهدف الوصول إلى 300 ألف متطوع بنهاية عام 2020، كما جمعت تحت سقفها ما يصل إلى 3144 جهة مشاركة في العمل التطوعي و97 جهة مشرفة من المؤسسات الحكومية بمختلف مجالاتها. فيما خصصت 28 مجالا متنوعا للتطوع، مع إعداد برامج تدريبية وتثقيفية لتأهيل المتطوعين والمنظمات المشاركة ليكون العمل أكثر دقة وفعالية، بجانب توفير فرص تطوعية تخصصية ذات أثر اجتماعي واقتصادي.

ومن أبرز وأحدث البرامج التي نفذتها الوزارة مبادرة الصندوق المجتمعي وهو صندوق تبرعات نقدية أنشئ استجابة لجائحة كورونا، حيث قدم خدمات واسعة للمتضررين من الجائحة تشمل الخدمات الإغاثية والخدمات المجتمعية، مقدمة من الأفراد والمؤسسات وجمعيات أهلية معتمدة لديها المقدرة على الوصول إلى المستفيدين والتحقق من حاجتهم.

وبحسب بيانات رسمية وفر الصندوق عبر المساهمين فيه ما يقارب من 500 مليون ريال لتنفيذ مبادرات الإغاثة والمساندة التي تخفف الآثار الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن الجائحة. تزامنا مع اليوم العالمي للتطوع أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية استراتيجية العمل التطوعي بعنوان: «قطاع تطوعي فاعل ومساهم في التنمية المستدامة»، متضمنة (5) أهداف رئيسية، هي: «ترسيخ وتعزيز مفاهيم العمل التطوعي، تمكين ودعم المنظمات والأفراد لتفعيل العمل التطوعي، وممارسته وفقا لأفضل الممارسات العالمية، تطوير اللوائح الإجرائية المنظمة والممكنة والمحفرة للعمل التطوعي، تحقيق التكامل والتنسيق بين مختلف أصحاب العلاقة لتطوير منظومة العمل التطوعي وتفعيلها، ورصد وإبراز إنجازات العمل التطوعي بالمملكة في المحافل المحلية والدولية». فيما احتوت على 15 مبادرة، إضافة إلى 5 قيم هي: التحفيز، التطوير، التكاتف، المسؤولية، والعطاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *