رياضة مقالات الكتاب

إعلام “المقاولات” الرياضي

يقضي المشجع السعودي ثلث يومه تقريبا متنقلا بين عدد من البرامج الرياضية، التي يتجاوز عددها عدد فرق الدوري، وذلك بحثا عما يسد به جوعه ونهمه الرياضي.
أكثر من 8 ساعات إذاعية وفضائية، يمر بالقناة تلو القناة، والاستديو تلو الاستديو ولا يستطيع التفريق بين ما يقوله المحلل المتخصص أو المشجع العادي، فاللغة ذاتها وكأنك في حلبة للمحاورة الشعرية بين عدد من الفرقاء.

عدد من ساعات البث، التي تطير كخيط دخان في ظل اختزال الإعلام في أصحاب الرأي، وهم ذات الشخوص منذ ظهور الفضائيات يعملون مناديب لأنديتهم، لا يتجاوز دور أحدهم دور المشجع المتعصب لناديه، لغة هابطة، وإسقاط على المنافس، وإذا حمي الوطيس اضطر المحاور لأخذ فاصل لوضع حد للمعارك الطاحنة داخل الاستديو.
ما يحدث يشبه أفلام المقاولات المصرية، التي غزت السينما العربية في منتصف الثمانينات، عندما أسند العمل الفني للمنتج، وليس للمخرج واستبدلت القصة بـ”الأفيه” والبطل بالراقصة.

هذا هو حال إعلامنا الذي إذا أردت أن تكتشف صغر حجمهم فتابع خروجهم في إحدى القنوات الخليجية. فليس لديه مخزون معلوماتي ولا معرفة تاريخية ولا يمتلك حتى القدرة على أن يرتدي ولو مرة واحد ثوب الحياد لينصف منافسيه بفروسية، وهذا ما كان يفعله د.هاشم عبده هاشم في عكاظ، عندما كان يرفض أن يتم منح تمرين الاتحاد مساحة أكبر من تمرين الأهلي برغم اتحاديته، فالصحيفة للجميع ويجب أن تقف في المنتصف بين المتنافسين.

تخيل أن تفتح التلفزيون لتسمع معلومة رياضية مفادها أن شردان- وهذا لاعب وليس بحصان- لعب ركنية في إحدى المباريات القديمة وهو من قام بوضعها برأسه في المرمى؛ لأنه فقط ينتمي لفريق المتحدث. هذا هو إعلام الفريق عندما يسيطر على القنوات.
مخرج…
دورينا يعيش أزمة حكام، أم أزمة فار، أم أزمة ضمير؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *