اجتماعية مقالات الكتاب

لا .. يا بيل غيتس

عبد الله الاحمري

منذ أن انتشرت جائحة “كورونا” ازداد أملنا وتعلقنا بالله أكثر بأن ينتهي هذا الوباء بأمره من كوكب الأرض وتعود الحياة بأفضل إشراقة وأجمل توهجا، فنحن لا نعلم متى تنتهي هذه الجائحة فكل هذه الأمور بيده سبحانه وتعالى، وكل ما يذهب اليه الخبراء الصحيون في تصريحاتهم بالتأكيد هي مجرد توقعات وافتراضات قد تصيب وقد تخيب، وتظل “مكانك سر”.
نعم .. نحن كمسلمين نؤمن بقضاء الله وقدره، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وهو القائل في محكم التنزيل ” (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)، فالصحة والأمراض والأفراح والأحزان كلها بأمر الله في حياتنا منذ ولادتنا وإلى مماتنا، فنحن نتوكل على المولى في كل شؤون حياتنا وفي كل صغيرة وكبيرة.

ما دعاني إلى كتابة السطور السابقة ما أعلنه مؤسس شركة “مايكروسوفت”، بيل غيتس، أن البشرية ستواجه جائحة أخرى في المستقبل القريب، لكنه في نفس الوقت بدا متفائلاً بقدرة العالم على مواجهتها بشكل أفضل مقارنة بكورونا، إذ قال في حديث إذاعي مع الممثلة رشيدة جونز، وخبير الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، إن الجائحة القادمة قد تحدث بعد 3 سنوات، مضيفاً أن البشر سيكونون محظوظين إذا تأخرت 20 سنة.
لا أعرف من أين استقى الخبير بيل غيتس هذا التوقع، فمثل هذه المرئيات التي ذهب اليها في توقعاته لا يعرف مغزاها وأهدافها، ففي وقت انعكف فيه العالم وتفرغ لمواجهة “كوفيد-١٩ ” يزرع غيتس المخاوف مجددًا في نفوس مجتمعات العالم بأن هناك جائحة مرتقبة بعد 3 سنوات وعلى العالم الاستعداد لها.
وما يدهشني أكثر أن غيتس كان قد صرح في سبتمبر الماضي أنه يتوقع أن تنتهي جائحة كورونا بحلول 2022، مؤكدًا بأنه مستثمر رئيسي في قطاع الأدوية، وخصص ملايين الدولارات لتطوير 7 لقاحات مختلفة ضد كوفيد-19 وحده.

وقال سابقاً إن ما بين 70 و80% من سكان العالم ينبغي تطعيمهم ضد الفيروس، قبل أن يأمل أي شخص في عيش حياة طبيعية مرة أخرى.
حقيقة أستغرب تمامًا جمعه بين رأيين مناقضين، الأول ترقب الجائحة الجديدة، والثاني دعوته بتطعيم ٨٠ % من سكان العالم ضد كورونا، فهل هذا يعني الجمع بين التفاؤل والتشاؤم؟.
مهما كانت أمور الحياة، فنحن راضون بما كتبه الله سبحانه وتعالى، ولا نترقب أو ننتظر أي فيروس آخر، فمثل هذه الأمور بيد علاّم الغيوب ونحن نؤمن بكل ما يكتبه الخالق عز وجل لنا، وادعو أفراد المجتمعات الى عدم الالتفات لمثل هذه الأخبار والتصريحات المخملية، وتجنب تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصًا ” “الواتس”، والتسلح بقوة الإيمان، والدعاء إلى الله بأن يرفع الوباء من الأرض ويرحم الذين توفوا بسبب الفيروس المزعج، ويشفي المصابين به، ويحمي ويقي الجميع، “إنه سميع الدعاء”.

وأخيرًا.. همسة في إذن الجميع ، مازلنا نواجه فيروس كورونا ، وهذا يتطلب منا أن نكون على وعي كبير لمواجهته وتطويقه ، فالأمر الآن مازال مستمرًا ومرتهنًا على الوعي المجتمعي، وجميع المؤشرات الحالية – ولله الحمد- بينت تراجع الإصابات وهذا ما يدعو إلى استمرار التدابير الاحترازية وتطبيق الاشتراطات الصحية، وعدم ترك أي ثغرة يتغلغل من خلالها الفيروس.
وخلاصة القول: عليكم بالكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدين حفاظًا على سلامة صحتكم، وتعزيز روح العزيمة والإرادة النفسية، والنظر إلى الحياة بنظرة التفاؤل والإشراقة الجميلة.
والله من وراء القصد
shahm303@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *