ناقد: أبطال “حد الطار” تجاوزوا مرحلة التمثيل إلى التعايش مع الأحداث
التقت صحيفة البلاد بالناقد الفني المصري طارق الشناوي، لنعرف منه كيف وجد الأداء الفني والتمثيلي لأبطال الفيلم، وقد أوضح الشناوي قائلا: أن هناك خيط رفيع بين التمثيل والمعايشة، وقد استطاع مخرج فيلم حد الطار، عبد العزيز الشلاحي أن يجعل ممثلي الفيلم، أضوى الفهد وفيصل الدوخي، أن يصلوا إلى مرحلة التعايش مع الأحداث، كما أضاف الشناوي أن أداء الممثلين جعله يشعر بمدى مصداقيتهم، مؤكدا أن ذلك من الحالات القليلة التي يكون فيها الممثلين بهذا القدر من الإقناع، وعلق أيضا أن المشهد السينمائي السعودي تغير تماما في السنوات الأخيرة.
وأشار الشناوي أن فيلم حد الطار تمتع بحبكة فنية قوية، و قد اتسمت أحداث الفيلم بإيقاعات مختلفة ومنسجمة فنيًا، مع الإيقاع العام للفيلم الذي يحمل وحدة إيقاعية، أما الوتيرة فمتغيرة، بحسب المشهد والبناء الدرامي من تصاعد وتشويق وصراع، و يتشكل الإيقاع ابتداءً، من كتابة السيناريو السينمائي، من خلال ضبط ايقاع توالي الأحداث، وضبط الحكاية السينمائية، وبناء إيقاع الحوارات بين الشخصيات.
وتابع طارق الشناوي قائلا أن الفيلم يحمل الجو الموسيقي ، إذ أن “الطار” وهو الآلة الموسيقية ، كان لها عمقها الذي يحمل حالة من البهجة وأخرى من الشجن، لذلك يعد حد الطار من الأفلام التي لاقت إعجابي في مهرجان القاهرة السينمائي ،و توقع الشناوي أن فيلم حد الطار من الأفلام التي سوف تحقق نجاح كبير في مسابقة الأفلام العربية.
و تدور أحداث الفيلم الذي أخرجه عبدالعزيز الشلاحي، وكتبه مفرج المجفل، مع نهاية التسعينيات، وفي عوالم خفية تفصلها العادات التي تمنع على أهلها إشباع غريزة الأكتشاف إلا عبر الذاكرة والقصص المكتوبة، حيث يحاول صناع الفيلم النفاذ إلى ما تحت الغطاء الاجتماعي، عبر قصة حب تشبه مجتمعا ظل خامدا لسنوات ثم استيقظ على ضرورة أن يكون هناك ما يمكن أن يجمع نقيضين، بينما يلوح الماضي كذاكرة من حجر لا سبيل لتجاهل نقوشها المدموغة بالصرامة والدم.