قد تتبدل نظرتنا إلـى الحياة، فلا نعد نرى الجمال الذي ينتثر حولنا، و نتوقف عن مطاردة الحُلم الذي أرقنا، ولا سبيل للأمل، فاليأس يغزو عقولنا، التي بدورها تتوقف عن التفكير الإيجابي، ونحبس أنفسنا في دوامة اليأس بسبب المشاكل التـي لم نستطع أن نتخطاها
قد تكون المشكلة التي فصلت بيننا، وبين حياتنا، وحبستنا في زُمرة اليائسين فراقُ أو انفصال أوفشل في العمل، وقد نكون مررنا بأكثر من مشكلة في ذات الوقت مما يشعرنا هذا بضعفنا، و يحزننا الحزن المميت على ذواتنا وأحلامنا المفقودة، وعلى أيامنا وأوقاتنا التي تعرضنا فيها لصدمات آلمتنا و عطلتنا عن السير و المقاومة.
نُحدثُ أنفسنا ونستنكر ما حدث لنا وتساؤلات كثيرة تدور من حولنا و لسان حال كُل منا يقول : هل أنا أستحق هذا ..!
و لماذا أنا تحديداً ..! لماذا لا تلبثُ المشاكل إلا و تأتيني ..؟ و قد لا نجد الإجابة حينها، ومن هنا ننطلق بكل قوة و إصرار وثبات و لكن نحو الخلف. نحن لن نختار التراجع لأننا بطبيعتنا خُلقنا للمحاربة و لكننا قد نتراجع لأننا وصلنا الى هذه الحالة البائسة نتيجة لهروبنا من مشاكلنا و تحميل ذواتنا أكثر من طاقتها، واستنزاف كل قوتنا في مواقفنا مع لم نتوفق فيها معهم .. و لكن هذه الأمور لن تنهي حياتنا بل الحياة ستسير وستكمل مسيرتها، وستشرق الشمس من جديد ..هل نستسلم ؟!
علينا أن لا نترك حياتنا تتسرب من أيدينا مهما حصل لنا؛ لأنها حياتنا نحن، التي وهبنا الله إياها، وأمرنا بعدم اليأس مهما توالت الأمور الصعبة، و الأيام القاهرة علينا .. فلنتقبل حياتنا مع ظروفنا و مشكلاتنا و أن لا نتخذ قرارا، بأن التراجع أسلم لنا، والاختفاء عن التقدم أنسب لنا، بل في ذلك تدمير لنا.
إن التمسك بالحياة، مهمتنا نحن، وليس الآخرين ..قد يتسبب الآخرون بالآلام لنا، و قد يجرحوننا، و يخذلوننا، و يتركوننا من أجل تحقيق مطالب حياتهم .. يجب علينا في المقابل أن نتألم بقدر الألم الذي تعرضنا له بغض النظر عن الأسباب، ولكن بذكاء ودون المساس بحياتنا لأننا مهمون لذاتنا. مهمون لمن حولنا. مهمون لمجتمعنا و علينا مواصلة المسير و إبهار الجميع بمكنوناتنا الإبداعية و قدراتنا العالية و همتنا العظيمة.