بيروت – البلاد
في ظل تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية، وإصرار القوى السياسية على استكمال نهج المحاصصة، وهدر الوقت، أكد مسؤول فرنسي رفيع أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيزور لبنان في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر المقبل، لبحث تطورات الأوضاع في فرصة أخيرة لتحديد مصير المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان.
وجدد المسؤول التأكيد على أن فرنسا تبذل كل الجهود للضغط على المسؤولين في سبيل تشكيل حكومة مهمة، تضم شخصيات يتحلون بالنزاهة والكفاءة، خاصة في الوزارات الأساسية المعنية بالحصول على قروض وهبات ومساعدات.
وكشف أن الرئاسة الفرنسية على اتصال دائم وشبه يومي للضغط على المسؤولين لحثهم على تشكيل أفضل صيغة حكومية من أشخاص ذوي سمعة نظيفة لإعادة الثقة الدولية بلبنان، مضيفًا بأن تأليف حكومة برئاسة السفير مصطفى أديب لم يتم سابقًا، بسبب مطالب الثنائي ( حزب الله وحركة أمل)، ولكن لا يمكن لفرنسا أن تحل مكان اللبنانيين ولا يهمها أن تعرف أي منصب لأي فريق.
ورأى أن على عاتق الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم مهمة توزير أشخاص لا يعودون بأموال المساعدات إلى المجموعات والشخصيات وأحزاب الطوائف المختلفة، لأنّ ذلك سيعني أن الحكومة لن تحصل على أي دعم دولي، مؤكدا أن هذه مسألة عملية أكثر منها أدبية إذا كانت مهمة هذه الحكومة إنقاذ لبنان وتأمين دعمه دوليًا ، كما شدد على تشكيل حكومة بهذه الشروط، وأن هناك عقدة ينبغي حلها وهي غياب العلاقة بين الحريري وجبران باسيل، وهذا ما تعمل باريس عليه لناحية الضغط باتجاه عودة الحوار بينهما بشكل يتيح تشكيل حكومة تحصل على ثقة المانحين. وقال المسؤول الفرنسي: إن مؤتمر المساعدات الإنسانية في الثاني من ديسمبر المقبل سيكون بمثابة مرحلة ثانية من المؤتمر الأول الذي عقد في 9 أغسطس الماضي برئاسة الرئيس ماكرون، ، والذي كان مخصصًا لتقديم مساعدات طارئة بعد انفجار مرفأ بيروت، وسيعقد مؤتمر متابعة لتأكيد ما وصل من مساعدات ولإعادة الإعمار، وسيترأسه الرئيس الفرنسي وأمين عام الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن باريس ما زالت بصدد التحضير لمعرفة من سيشارك في المؤتمر، على أن يُعقد عبر تقنية “الفيديو كول”، وتوقع أن يشارك فيه الذين شاركوا في المؤتمر السابق.