يبدو أن جائحة كورونا قد غيرت الكثير من المفاهيم، وأصبح الذي لم تكن تقبل به قبل الجائحة، ستكون مضطرا للقبول به بعدها.
في السابق، كانت أنديتنا تتسابق بينها على من يبرم أكبر صفقة– راع رسمي – لتشيرت الفريق، وكنا نسمع عن أرقام فلكية، وهي في حقيقة الأمر مجرد تنافس بين الأندية، وتخجل الأندية من الإفصاح عن قيمة الرعاية. اليوم يتصدر نادي الشباب المشهد بـ 21 راعيا، معظمهم لشركات التطبيقات – منشآت ناشئة – جميل جدا أن تفكر خارج الصندوق، وأن تحاول أن تتأقلم مع المرحلة، وما قام به رئيس الشباب هو عين الاستثمار، فقد حسبها بعقلية التاجر الشاطر” عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة” وكما صرح أبو الوليد بأنه سوف يستثمر كل سنتيمتر في قميص الفريق مستغلا على حد قوله تسابق الرعاة على الإعلان بالفريق؛ بسبب تواجد الأرجنينني بانيغا، وسيكون هذا الموسم هو الموسم التاريخي للنادي، من حيث المداخيل وعدد الرعايات، ومن المتوقع أن يحصل الشباب على مداخيل سنوية تتجاوز 15 مليون ريال.
بينما نجد في الأندية الأكثر جماهيرية ضعفا في الاستثمار وقلة في تنويع مصادر الدخل، لوجود قصور من إدارات الاستثمار داخل تلك الأندية؛ لجلب المزيد من عقود الرعايات، مكتفية حتى الآن برعايات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، والدعم الحكومي.
مشكلة هذه الأندية الجماهيرية أنها ترى أن قيمتها أكبر من قيمة المعلن الصغير، وأنها لا تقبل بأي قيمة، وفي ذات الوقت لا تستطيع أن تبرم عقدا استثماريا بقيمة كبيرة، وتريد أن تبرم صفقة تعاقدية مع لاعب عالمي واحد، أو أكثر دون أن توازن ما بين الإيرادات والمصروفات.
· أحسنت وزارة الرياضة صنعا عندما أفصحت عن مبالغ الدعم التي استلمتها الأندية في الموسم الماضي؛ لأنه وضع حدا للتكهنات التي كانت تتردد بأن هنالك أندية لها نصيب الأسد من الدعم الحكومي عن بقية الأندية الأخرى، وهو ما يؤكد مدى الشفافية العالية التي تنتهجها الوزارة.
khalidtayyari@